هآرتس: هجمات إسرائيل زادت خلاف الأسد وإيران.. ماذا عن الدور الروسي..؟؟



8 أيار 2020

تزايدت التقارير في الآونة الأخيرة، التي تتحدث عن خلاف متسع بين رأس النظام في سورية بشار الأسد وإيران، على خلفية الهجمات الإسرائيلية المتكررة من ناحية، وصراع النفوذ الدولي على الأراضي السورية من ناحية أخرى.


وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في مقال نشرته أمس الجمعة 8 / 5 / 2020، للكاتب تسفي برئيل، أن روسيا أدت دورا محوريا في زيادة الخلاف بين الأسد وإيران، مشيرة إلى أن موسكو سمحت لإسرائيل بحرية العمل في الأجواء السورية، لزيادة هذه الخلاف، وكجزء من استراتيجيتها لإبعاد طهران عن مشروع إعادة إعمار سورية.

 

إيران عائق


وأكدت الصحيفة أن روسيا مقتنعة أنها لن تستطيع الحصول وحدها على رأس مال ضخم، يقدر بمئات مليارات الدولارات، لإعادة إعمار سورية، وترى أن حضور إيران وحزب الله في سورية، يشكل عائقا أمام الاستثمارات الأجنبية الأوروبية والأميركية.


وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه “من أجل تسريع إبعاد إيران عن مراكز القوة وتشجيع انسحابها من سورية، سمحت موسكو لإسرائيل بالعمل تقريبا بصورة حرة، إن لم يكن بصورة منسقة جيدا، ضد أهداف إيرانية”، منوهة إلى أن روسيا لم تعلق على الهجمات الإسرائيلية الستة الأخيرة.


 ولفتت إلى أن روسيا صمتت أيضا على التصريحات الأخيرة لوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي قال إن “تل أبيب لن تكتفي منذ الآن بصد التمركز الإيراني في سورية، بل هي تنوي طردها بشكل كامل من سورية”.

 


واستدركت الصحيفة بقولها: “الهجمات الإسرائيلية ليست العامل الوحيد الذي أدى إلى تقليل الوجود الإيراني”، معتقدة أن روسيا أبعدت إيران عن التدخل في الاتفاقات التي وقعتها مع تركيا، حول وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، إلى جانب عدم إشراكها في الأعمال التي تقوم بها الشرطة العسكرية الروسية بمناطق كثيرة بسورية.


وشددت الصحيفة على أن “موسكو تستخدم الضغط، من أجل ضمان سيطرتها على سورية في اليوم التالي للحرب، ودفع طهران إلى الخارج”، متطرقة إلى الخلاف الحالي بين الأسد وابن عمه رامي مخلوف، “سعيا لاستغلال أموال الأخير في تمويل نشاطات الجيش الروسي”.


وقالت “هآرتس”، إن “الواقع السوري تبين أنه مركب أكثر مما توقع الخبراء الروس (..)، إيران كانت العنصر الفعال داخل الساحة السورية”، مشيرة إلى أن روسيا اضطرت إلى بناء استراتيجية جديدة، لا تكتفي بمساعدة جوية من قوات النظام، بل تضمن أن استثماراتها في الساحة العسكرية ستعطيها ثمارا سياسية واستراتيجية.

 

سيطرة رامي مخلوف


وأوضحت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية شملت توحيد الميليشيات الموالية لبشار الأسد داخل ” قوات الأسد”، بما فيها قوات النمر التي كانت تحت رعاية مخلوف وتمويله، مؤكدة أن “موسكو نجحت في لي ذراع الأسد وجعله يدمج هذه القوات في جيشه، وبهذا حيدت سيطرة مخلوف عليها”.


ولفتت إلى أن جنود هذه القوات خضعوا لتدريبات على أيدي ضباط ومدربين روس، ما عزز سيطرة نظام الأسد عليهم، وسحبت السيطرة العسكرية من مخلوف، الذي تعدّه حليفا لإيران، ما حرم طهران من القدرة على استخدام “قوات النمر” كجسم عسكري، من أجل بناء قاعدة عسكرية إيرانية موازية لنظام الأسد.


وأفادت بأن “روسيا عملت على إجراء تغييرات في بنية قوات الأسد، واستبدال ضباط كبار لهم ولاء لإيران، بهدف بناء جيش قوي مدرب وغير سياسي، يكون خاضعا للأسد، لكنه موجه من قبل موسكو”، منوهة إلى أنه من أجل زيادة الضغط على الأسد، بدأت موسكو بمطالبته بالدفع مقابل جزء من التكلفة التي تتحملها، كجزء من المساعدة العسكرية.

 

 


وفق ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، فإن روسيا عرضت على الأسد أن يجبر رامي مخلوف على دفع ثلاثة مليارات دولار، وعندما رفض بذريعة أنه ليس لديه هذا المبلغ، عرضت روسيا على الأسد أدلة بوجود هذا المبلغ بحوزة مخلوف، ما دفع رأس النظام لتصفية الحساب مع ابن خاله.


وتطرقت إلى أن ما تناوله الإعلام الروسي قبل بدأ أزمة الأسد مع رامي مخلوف، مؤكدة أنه جرى تصوير روسيا كأنها تهاجم الأسد وتريد التخلص منه، ما طرح تقديرات بأن موسكو بدأت تفكر بالتنصل من الأسد، وبناء قيادة جديدة تستند إلى حكومة خبراء، بمشاركة كل التيارات والفصائل والطوائف، وبتطبيق دستور تقترحه روسيا، تمهيدا للحصول على الشرعية الدولية، وبما يشكل مدخلا لإعادة إعمار سورية.


واستدركت الصحيفة الإسرائيلية: “هذه الخطة ظهرت أنها غير مناسبة، لأن روسيا تعرف صعوبة بناء تحالف متفق عليه في سورية”، معتبرة أن الضغط الروسي المتزايد على الأسد، يأتي حتى اللحظة في سياق دفعه لتقديم تنازلات للمعارضة، كي تستطيع موسكو استكمال العملية السياسية.


المصدر : موقع ” عربي 21 ” يحيى عياش 

شاهد أيضاً

ماذا بعد الانبهار بـ”حمـ.ـاس” والانهيار في إسـ.ـرائىل… مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟

في حال اضطرت إدارة بايدن إليها – أن تثبت جديّة الخيارات العسكرية. هناك في سوريا يمكن قطع الطريق على برنامج إيران الإقليمي للامتداد من إيران إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على الحدود مع إسرائيل وعلى البحر المتوسط. وهناك في سوريا يمكن للوسائل العسكرية الأميركية والأوروبية إسقاط الرئيس السوري الحليف لإيران، بشار الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *