مصطفى: قمنا بحملة تطهير شاملة بموازاة توعية لمواجهة “كورونا” رغم شح الإمكانيات وضعفها

حول الإجراءات والاحتياطات التي إتخذت وتتخذ في إطار مواجهة جائحة فيروس كورونا في الشمال السوري المحرر أجرى موقع ” سوريتنا ” اللقاء الحصري  مع  السيد منير المصطفى نائب مدير الدفاع المدني ” الخوذ البيضاء ” الذي تفضل مشكوراً، بالإجابة على أسئلة الزميلة جهان الخلف التي طُرحت عليه بكل شفافية ووضوح، وإلى التفاصيل :

* ماهي الاجراءات التي اتخذها الدفاع المدني لمواجهة جائحة كورونا ..؟ 

– أطلق الدفاع المدني السوري، في 18 آذار الماضي، حملة تطهير للوقاية من فيروس كورونا، هدفت إلى تطهير المرافق العامة من مدارس ومشافي و مخيمات ومراكز إيواء ومنشأت عامة، من قبل فرق مدربة من الدفاع المدني برش مادة (benlı ) وهي مادة معقمة ولا تترك أي آثار جانبية.

وتم تطهير نحو 7 آلاف موقعاً في الشمال السوري منذ بدء الحملة بتاريخ 18 آذار حتى 22 نيسان الجاري، بينها 1161 مخيماً، 1388مدرسة، 2122 مسجداً، 139 مشفى ومركز طبي ،و427 نقطة طبية، و 90 فرناً، ومئات المرافق والمنشآت الحيوية الأخرى، وذلك بمشاركة 75 فريقاً من الدفاع المدني،  تم تدريبهم على عمليات التطهير
وبما أن عمليات التطهير لم تلبي الطموح المأمول منه للوقاية من فيروس كورونا، فقد أطلق الدفاع المدني حملة توعية موازية وتتضمن تنفيذ وقفات تحت عنوان” خليك ببيتك” بهدف حث المدنيين على الالتزام قدر المستطاع بالمنازل وعدم الخروج إلا في حالات الضرورة، إضافة لملصقات تعرف بالفيروس وأعراضه وطرق الوقاية منه مع قيام متطوعي الدفاع المدني بتوعية المدنيين بشكل مباشر بطرق الوقاية من الفيروس وخاصة في المخيمات، وتم تنفيذ عمليات التوعية في نحو 1500 موقع.
قد لا يكون عمل الحملة بالشكل المطلوب بسبب ضعف الامكانات، إلا أنه بالتأكيد هو أقصى ما يمكننا القيام به لمساعدة المدنيين والعمل على تجنيبهم كارثة قد تفتك بهم، ولابد من استمرار عمليات التطهير حتى تشمل كافة المرافق والمنشآت في الشمال السوري كما أننا نعمل على إعادة تطهير المرافق التي تشهد كثافة سكانية كالمراكز الطبية والمشافي والمخيمات.
وفي 10 نيسان أطلق الدفاع المدني السوري ومديرية صحة إدلب، وبالتعاون مع عدد من المنظمات الإنسانية المحلية، مبادرة تطوعية تحت اسم “متطوعون ضد كورونا” لتوفير الاستجابة على عدة مراحل و مستويات، في حال انتشار فيروس كورونا.

كما أطلقت عدة منظمات مدنية وإنسانية وطبية عاملة في الشمال السوري بينها الدفاع المدني السوري ، في 21 نيسان، “فريق الاستجابة الوطنية لجائحة الكوفيد -19 في سورية “، وذلك في ظل غياب أي جهة قادرة على تحمل مسؤولية مكافحة فيروس كورونا في حال انتشاره.
* ما هي الصعوبات التي واجهت الفرق أثناء العمل في المخيمات ..؟
– فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه فرق الدفاع المدني أثناء تنفيذ حملة التطهير والتوعية، تعد ضعف الحالة الإقتصادية للسكان والكثافة السكانية وخاصة في منطقة المخيمات أحد أهم الصعوبات، وتؤدي لعدم القدرة على تنفيذ اجراءات الوقاية بشكل جيد من قبل المدنيين بظل نقص الخدمات من مياه وخدمات صرف صحي وغيرها وتردي الأوضاع الاقتصادية للمدنيين واستحالة البقاء في المنازل وحاجتهم للخروج والعمل لتأمين قوت يوميهم، كما أن اجراءات التباعد الاجتماعي غير ممكنة في المخيمات المكتظة والتي تؤوي أكثر من مليون ونصف مليون نازح يعيشون في خيم قماشية.
في حين توجد شريحة ليست بالقليلة من المدنيين في الشمال السوري لم تأخذ موضوع الوقاية من فيروس كورونا على محمل الجد بعد وتتعامل معه باستهتار نتيجة تعرضها على مدى سنوات لقصف النظام وحليفه الروسي، وهذه الفئة تحتاج لتوعية مضاعفة وبأساليب متنوعة حتى تشعر بخطر الفيروس وما قد يسببه استهتارها على عائلاتها ومجتمعه.

*  ماهو البرنامج الذي وضعه الدفاع المدني للتصدي للازمة ..؟ 
– يعمل الدفاع المدني لمكافحة “كورونا ” على مستويين، الأول عبر الاجراءات الوقائية والتي تعتمد على عمليات التطهير للمرافق الحيوية والمنشأت العامة والمخيمات، إضافة لحملات التوعية بمخاطر الفيروس وطرق الوقاية منه، وفيما يتعلق بالمستوى الثاني من الخطة فهي للاستجابة عبر تجهيز فرق الاسعاف وتدريبها وغيرها من الأمور ويتم عبر التنسيق مع الجهات الطبية في الشمال السوري.
*  الدفاع المدني دق ناقوس الخطر في بيان له
لماذا وما هي المعوقات لديكم ..؟ 
– إن صعوبة تطبيق إجراءات الوقاية من الفيروس والبقاء في المنزل أمر شبه مستحيل في الشمال السوري، بسبب تردي الأوضاع المعيشية للسكان وحاجتهم لتأمين قوت يومهم، كما أن تطبيق التباعد الاجتماعي غير ممكن في المخيمات ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺭ كبير للفيروس وخروجه عن السيطرة.

إن انتشار الفيروس في المخيمات المكتظة بالمدنيين سيؤدي إلى كارثة حقيقية وخاصة أن تلك المخيمات تؤوي أكثر من مليون ونصف مليون نازح يعيشون في ظروف إنسانية صعبة وأغلب الخدمات الأساسية مفقودة بما فيها المياه والشبكات الصرف الصحي، فيما القطاع الطبي في الشمال السوري غير قادر على التعامل مع حدوث انتشار للوباء وقدراته الطبية محدودة جداً نتيجة القصف الذي تعرضت له المشافي من قبل النظام وحليفه الروسي.
ولا يمكننا انتظار الكارثة حتى تقع، ولا بد من التحرك لمواجهتها لأنه في حال وصول الفيروس للشمال السوري في ظل هذا الإمكانات المتوفرة حاليا قد تتحول الاصابات لانفجار وتخرج عن السيطرة.

 * ما هي الخدمات التي يقدمها الدفاع المدني للمواطنين وكيف يتعامل مع الوضع خلال الازمة..؟ 
– لم تتأثر الخدمات التي يقدمها الدفاع للمدنيين في الشمال السوري خلال هذه الفترة، بل على العكس زاد من نشاطه فيما يخص تأمين مخيمات إضافية للنازحين وتخفيف الاكتظاظ، والقيام بتجهيز شبكات للصرف الصحي، مع تزويد المخيمات ومراكز الايواء بالمياه.
————————————————————————-
فيما يلي نص البيان : 

“مع تصاعد التحذيرات من خطر فيروس كورونا وانتشاره في دول الجوار ومناطق سيطرة النظام السوري بات أكثر من أربعة ملايين مدني في الشمال السوري وجها لوجه أمام كارثة حقيقة لا يمكنهم مواجهتها في ظل ظروف النزوح والحرب التي تعيشها المنطقة منذ سنوات”.
“وبالرغم من عدم تسجيل أي إصابة بالفيروس حتى الآن، لكن ذلك لا يعني أنه غير موجود، ففي حال تسجيل إصابة واحدة فقط، لن تكون هناك القدرة على التعامل مع الحالات التي قد تتحول لانفجار وخاصة في المخيمات، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف مليون نازح ضمن ﻣﺨﻴﻤﺎﺕ ﻣﻜﺘﻈﺔ، ﺗﻔﺘﻘﺪ للحد الأدنى من مقومات ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ بما فيها المياه ﻭﺷﺒﻜﺎﺕ الصرﻑ الصحي”.
“وإن تطبيق إجراءات الوقاية من الفيروس والبقاء في المنزل أمر شبه مستحيل، بسبب تردي الأوضاع المعيشية للسكان وحاجتهم لتأمين قوت يومهم، فهم أمام خيارين لا ثالث لهما الموت جوعاً أو الموت بفيروس كورونا، كما أن تطبيق التباعد الاجتماعي غير ممكن في المخيمات ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﺎﻧﺘﺸﺎﺭ كبير للفيروس وخروجه عن السيطرة.
وفيما يخص قدرة القطاع الطبي في الشمال السوري على التعامل مع حدوث انتشار للوباء فإنها محدودة جداً نتيجة القصف الذي تعرضت له المشافي من قبل النظام وحليفه الروسي.
إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات الإنسانية، أمام مسؤولية إنسانية وأخلاقية، لانقاذ أرواح المدنيين في الشمال السوري، وإننا كدفاع مدني نعلن دق ناقوس الخطر ونحذر من عدم القدرة على مواجهة الفيروس ضمن الإمكانات الموجودة، ونؤكد ضرورة دعم القطاعين الطبي والإنساني بأسرع وقت ممكن لمواجهة الكارثة قبل فوات الأوان”.”
———————————————————
وفيما يلي أهم ما أنجزه الدفاع المدني منذ بدء الحملة :

بعد شهر من انطلاق حملة الوقاية من “كورونا”…تطهير أكثر من 6 آلاف موقع في الشمال السوري بينها نحو ألف مخيم

طهرت فرق الدفاع المدني منذ انطلاق حملة التطهير للوقاية من فيروس كورونا في 18 آذار حتى يوم السبت 18 نيسان، 6463 موقعاً في الشمال السوري، وتستمر الحملة حتى تغطية كافة المرافق العامة والمنشآت الحيوية.

واستهدفت فرق الدفاع المدني في عمليات التطهير المخيمات والتي تعتبر من أكثر المناطق التي يُخشى انتشار الفيروس فيها بسبب الكثافة السكانية الكبيرة، حيث تضم نحو مليون ونصف مليون نازح يعيشون في 1259 مخيماً بينهم نحو 250 مخيماً عشوائياً، وطهرت الفرق 969 مخيماً منها حتى يوم السبت 18 نيسان.

كما تم تطهير 1876 مسجداً ، 1323 مدرسة، 507 مركزاً طبياً إضافة إلى 1788 مرفقاً أخر بينها منشات حيوية وأسواق في كافة مناطق الشمال السوري بمشاركة مديريات الدفاع المدني في حلب وإدلب وحماة واللاذقية، عبر 75 فريقاً تم تدريبهم على عمليات التطهير باستخدام مادة (benlı) والتي ليس لها أي آثار جانبية.

وتعمل فرق الدفاع المدني على إعادة تطهير بعض المرافق العامة التي تشهد حركة كثيفة للمدنيين كالأسواق والنقاط الطبية والمشافي والمخيمات وبعض المرافق والمنشآت الحيوية الأخرى.

وبالتوازي مع استمرار حملة التطهير الوقائي من فيروس كورونا تواصل فرق التوعية في الدفاع المدني عملها، عبر لصق منشورات توضح طرق انتقال الفيروس وأساليب الوقاية منه، مع قيام المتطوعين بتوضيح بعض اجراءات الوقاية للمدنيين وخاصة في المخيمات.

ويشكل فيروس كورونا خطراً على المدنيين في الشمال السوري، بسبب ظروف النزوح، والحرب التي يشنها النظام السوري وحليفه الروسي، والتي أدت لضعف كبير في القطاعين الطبي والإنساني.

ولم تسجل أي إصابة بكورونا حتى يوم أمس الأحد 19 نيسان في الشمال السوري، بعد فحص عشرات الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس، حيث أظهرت نتائجها أنها سليمة.

دور الأطفال
صفوف المدارس
المدارس
دور العبادة
المخيمات

شاهد أيضاً

أعْذَرَ مَنْ أَنْذَر.. العبيدات يحذر

موقف المواطن العربي العادي وخاصة السوري من إسرائيل بدأ في التغير بعد ثورات الربيع العربي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *