“أنا لا أقرأ” باللغة التركية

شبان سوريون  يخرجون عن صمتهم ويطالبون المؤسسات السورية بتعليمهم!

تركيا-أحمد طلب الناصر

أطلقت مجموعة من الشابّات والشباب السوريين خطاباً ينتقدون فيه مؤسسات وشخصيات المعارضة السورية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في تركيا، نتيجة عدم التفاتهم لما يعانيه الشباب السوري عامة ومن بينهم المجموعة صاحبة الخطاب.
وتضمن الخطاب المذيّل بهاشتاغ “أنا لا أقرأ” باللغة التركية، عبارات تحمل الكثير من صور المعاناة التي سبّبها التهجير واللجوء، ومن بينها انقطاع أولئك الشباب عن تحصيلهم العلمي فراحوا يناشدون المجتمع لمد يد العون لهم ولو بطريقة (الدَّين)!
وفيما يلي نص الخطاب الذي كتبه أحد أفراد المجموعة ليتحدث على لسانهم عبر موقع “سوريتنا”:
أنا “خالد الشبيب” مع صديقيّ: أسامة و محمد، وصديقاتنا: غيداء و جمانة و هدى.
نحن شباب سوريون، كل شخص منا كان يضع أساسًا لنفسه ليقوم بتشييد حُلمٍ حَلُمَ به كل يوم من حياته.وما إن قامت ثورتنا لتسهّل الطريق علينا، راح يتحكّم بنا أشخاص جهلاء لا يجيدون ترؤس أنفسهم ولا حتى عائلاتهم؛ ووضعوا أنفسهم في مكان القيادة دون أخذ مشورة أحد من الشعب السوري.
فبدل أن يقوم الشباب ببناء أحلامهم تركوها، فمنهم من حمل السلاح ومنهم من مات ومنهم من ترك أساساته في بلده وهاجر، لعَلَّه يجد مكانًا ووقتاً يساعدانه على إكمال ما بدأه في بلده.
لكن سرعان ما فقدنا الأمل..
ولشعورنا بأننا مواطنون في تركيا وجب علينا أن نؤدي الحقوق ونلتزم بالقوانين كما لو أننا أتراك بالفعل ؛ ولكن ما إن نطالب بحقوقنا  حتى نصطدم بالواقع الذي يقول بأننا لاجئون لا يحق لنا ما يحق لغيرنا من المواطنين.
لسنا كما يقال عنا بأننا جئنا لسرقة لقمة عيش غيرنا وللاستيلاء على منازلهم وأعمالهم نتسول في الشوارع ونقوم باختلاق المشاكل والجرائم وأن المساعدات التي نستلمها من الخارج تجعلنا لانحتاج الى عمل ونعيش على حساب الدولة فهي لا تكفي أن تسد جوعنا حتى.
أسفي أنني أرى خريجي الجامعات ومنهم مهندسين وحقوقيين وأطباء ومثقفين في الورشات والمعامل تحت أنظار حفنة من الجهلة أكبر همهم ملء بطونهم؛ كل ذلك بسبب الحرب التي أجبرتهم على ترك بيوتهم وأعمالهم والعمل هنا لتأمين لقمة عيش كريمة.
نحن نكتب لحضراتكم نريد منكم البحث في أمورنا وإيجاد حلول حقيقية لنا، لأننا حقا سئمنا من هذه الحياة التي لا تعطي سوى الغني حقه، وهذا بسبب أن الجمعيات والمنظمات والإعلام والصحافة لا تجوب الشوارع لتبحث عمّن هم  في أمس الحاجة للمساعدة، بل يكتفون بالجلوس والمشاهدة من مكاتبهم ؛ وإذا صدف وتعثر أحدهم  بحالة تحتاج الى مساعدة، تجد جميع وسائل الإعلام والصحفيين والجمعيات والمنظمات والداعمين تركض للمساهمة في هذا الأمر بغية إظهار نفسها في الصورة بحجة الإنسانية.
فيا سادتي !
نحن كتبنا لكم وحدثناكم عن مشاكلنا ونتمنى منكم إيجاد حل مرض وجذري لنا.
واعذروني أن أقول لحضراتكم إننا حقا في حالة يرثى لها.
إننا تحت تسلّط من لا يفقه من الحياة سوى الأكل والشرب ولا يجيد سوى الخداع.
أطفالنا في تركيا يكبرون ولا يجيدون قراءة ولا كتابة؛ ومثقفونا يعملون كالعبيد في المعامل ؛ والخريجون يعملون عمالًا لأن شهاداتهم فُقدوها في سوريا تحت ظروف الحرب  وهم لا يجيدون اللغة التركية ولا يملكون الوقت  لتعلمها بسبب عملهم المتواصل للحصول على المال ليعيشوا، ومن يدرس ويتعلم هم فقط أبناء الأغنياء وقسم كبير منهم لا يملكون فكرًا عن إعادة إعمار الوطن ،
وهم لا يهتمون سوى ببناء منازلهم الخاصة وتكبيرها وتزيينها.
باسمنا واسم الجميع من أبناء جيلنا الذين فقدوا حق التعليم:
لا نرضى أن يحكمنا أشخاص لا يملكون فكرًا ولا تفكيرًا ، وتصرفاتهم تشبه تصرفات النظام المجرم بحقنا لأنهم تربو في كنفه منذ أربعين سنة ولم يقم أحد بترشيحهم لحكمنا أبدًا.
فأتمنى من حضراتكم أن ترجعونا إلى مقاعدنا الدراسية لنحدث التغيير في هذه الحياة وفي مستقبلنا كسوريين وكمسلمين.
أعتذر على الإطالة في رسالتي لكن هنالك كلام كثير يجب على أن أبوح به مع جميع أبناء جيلي الذين ينظرون إلى ما يحصل في بلدهم وهم يقفون عاجزين عن فعل أي شيء.
نحن نبحث عن دَين!
نود الاستدانة منكم لنكمل دراستنا، وسنقوم بردّ الدين لكم عند تخرجنا عن طريق رفع اسم بلادكم في كل جهة وفي كل كلمة وفي كل بحث عن عمل وفي كل مرة ننظر بها الى شهادات تخرجنا، وحين نعيد بناء بلدنا المدمّر.

شاهد أيضاً

لماذا تكرهوننا إلى هذه الدرجة؟

محمد كريشان كبيرا جدا صار حجم النفاق الغربي في التعامل مع قضايانا، وما يصاحب كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *