سوريتنا صحافة حرة – لسوريا الحرة
إن أسهل أنواع الاحتلالات هي تلك التي لا تتدخل في الخصوصية الثقافية ولا في العادات أو معتقدات الشعوب المحتلة، فالخلاص من هذا النوع يزول بتحرير الارض أو عند انتهاء المصلحة السياسية أو الاقتصادية، بالمقابل إن أخطرها هو ذلك الذي يعمل على تعديل ثقافة السكان الأصليين ومعتقداتهم، وقد تمثل هذا الاخير في سلوك إيران تجاه الدول العربية بدءا من العراق ولبنان ثم سورية واليمن وفلسطين…الخ . وقد بدأت النزعة الإيرانية في التغيير الديموغرافي بشكل مفضوح بعد تاسيس نظام الملالي في إيران.
لم تكن بداية التشيع في سورية أو غيرها مع تصدير الثورة على ما يزعمون بعد 1979 بل كان في الانقلاب الكبير في العهود الإسلامية الاولى . ومن وجهة نظر خاصة فقد كان التشيع أول شرخ للدين الإسلامي الحنيف وقد استفحل كثيرا إلى الدرجة التي صار فيها الإسلام فرقا ومذاهب متناقضة ومتحاربة.
ومسألة تغيير الهوية الثقافية والموروث الثقافي خطيرة إلى درجة تفوق حدود التصور وهي تشبه عملية إصابة الجسم بفيروس خطير (كورونا مثلا) حين يصبح الجسم نفسه ينتج خلايا عميلة تقضي على الجسم البيولوجي. ولعلنا نلاحظ أن بعضا من ابناء منطقتنا يروجون للتشيع ويعملون من أجل انتشاره وهنا تكمن الخطورة حين ينقسم المجتمع نفسه إلى فئات يبرر بعضها للثقافة الدخيلة. فهؤلاء لا يختلفون كثيرا عن عملية إنتاج فايروس كورونا داخل الجسم ومن ثم نشره ليقضي على الخصوصية الثقافية وبالتالي على المجبتمعات باعتبارها مجتمعات متنوعة ومتكاملة بعضها مع بعض.
“ولعل الحديث عن التشيع في محافظة دير الزور يعد نموذجا ساطعا عن التعيير الديموغرافي والمعتقدي فالمحافظة خلت حتى سنوات قليلة ماضية من وجود أثر شيعي فيها، فهي محافظة ذات نسيج اجتماعي عشائري وينتمي أبناؤها للمذهب السنّي، ولا وجود تاريخي للتشيّع بين أبنائها”.
لا أريد أن أطيل وقد وجدنا أن مهمتنا في موقع سوريتنا (our-syria.com) تقتضي منا معرفة المشكلة وتشخيصها بشكل دقيق كي نتنبه إلى طريقة معالجتها. لذلك ارتاينا من المفيد جدا ان نضع بين أيديكم هذه الدراسة عن تلك الآفة الخطيرة المستفحلة في دير الزور بشكل خاص، ولعلنا نجد الآن بين معارفنا وأهلنا من يدافع عن التشيع بحجة أنه من الدين الإسلامي..وفي الواقع لسنا ضد اي معتقد أو جين لكننا نرفض وبشدة استغلال الظروف الصعبة لمنطقتنا من أجل تبرير احتلال مباشر وبستهدف هذه المرة هويتنا وتراثنا وثقافتنا.
