مع حكاية جديدة من “سوريتنا”..الشيحان بين نارين، طفلها المريض ومأساة النزوح.. تناشد أصحاب الضمير لتقديم المساعدة الفورية

 

بنظرة الأم الحنون لفلذة كبدها، ترمق السيدة الأربعينية جمانة الشيحان طفلها ذو الثمان سنوات بعينها في كل يوم، تشاهده وهو في حالة صحية سيئة لا يحسد عليها، تتمنى لو كان بإمكانها المساعدة لكن دون جدوى، فآثار المرض قد بدت واضحة على معالم جسده الصغير، لا يسعها إلا أن تتمنى له الشفاء العاجل والحياة السعيدة، وفي خيمة صغيرة ضمن مخيمات منطقة حارم في ريف إدلب الشمالي، تقطن السيدة جمانة مع أسرتها المكونة من 4 أفراد، من بينهم الطفل رضوان الذي يعاني من وجود بحصات في الكلية والحالب الأيمن، نزحت السيدة جمانة من قريتها تل هواش في ريف حماة الشمالي، مع بداية حملة التصعيد الأخيرة والأعنف من نوعها، واستقر بها المطاف في تجمع مخيمات حارم، بمفردها دون معيل، بعد استشهاد زوجها منذ بداية الأحداث السورية،


تروي جمانة في شهادتها لموقع”سوريتنا” تفاصيل قصة معاناتها، حيث قالت: اسمي جمانة شيحان من قرية تل هواش في ريف حماة الشمالي، أبلغ من العمر 39 عاما، لدى أسرة مكونة من 4 أفراد، تركهم والدهم منذ بداية الأحداث، إثر قصف مدفعي تعرضت له القرية، فكانت وفاته هي بداية جديدة لي من المعاناة والألم، فلم أكن أتخيل أني سألعب دور الأب في يوم من الأيام، فقت عانيت صعوبات بالغة نتيجة ذلك، فمن الفقر الشديد إلى تربيتهم بشكل صحيح إلى تأمين مستلزماتهم، جميعها بدأت تقف عوائق أمامي، تخليت من خلالها عن حقي بكوني امرأة، فبدأت خوض غمار العمل الشاق والمتعب لتأمين قوت يومهم.

كان تاريخ استشهاد زوجي في شهر آذار من العام 2013، ومنذ ذلك الحين وأنا أعيش بمفردي مع هؤلاء الأطفال، في منزل صغير تركه لنا، وفي بلدة تل هواش بدأت العمل في الأراضي الزراعية ضمن الورشات التي تعمل في المنطقة، و بأجرة يومية كانت لا تتجاوز 350 ليرة سورية، وهي فقط ثمن لربطة من الخبز وكيلو غرام واحد من الخضار، كانت معاناة شديدة، قمت ببيع قطعة أرض زراعية كان يملكها زوجي لإعالة أطفالي، ولم يبق لدي حيلة  أو مصدر دخل آخر، ومع بداية التصعيد الأخير على المنطقة، تعرضت القرية لقصف جوي وبري بشكل عنيف، نزح جميع سكانها عنها باتجاه الشمال السوري، لا أعلم كيف استطعت الهروب بأطفالي ولكن كان قصف جنوني، أجبرني على الهروب بهم مع سكان القرية، وحطت بي الرحال في مخيمات حارم على الحدود السورية التركية، عانيت لأيام من النزوح في العراء دون مأوى، حتى عثرت على خيمة صغيرة كانت تأوي عائلة من بلدة كرناز

وتابعت السيدة الشيحان قائلة: رضوان يبلغ من العمر 8 سنوات، يعاني من وجود بحصات رملية في الكلية اليمنى وفي الحالب الأيمن، ويزداد بشكل يومي وضعه الصحي بالتدهور، ذهبت به إلى عدة أطباء ومشافي في الشمال السوري، ولكن الجميع يؤكد أن إجراء عملية له لإزالة أو تفجير البحصة في الكلية اليمنى سيؤثر على صحته بشكل كبير وقد يفقد كليته نتيجة ذلك، ويحتاج بشكل فوري للعلاج في تركيا لإجراء هذه العملية، ذهبت به إلى مشفى باب الهوى عدة مرات وفي كل مرة يتم تأجيل دخوله، وهو الآن في حالة صحية خطرة، ومما يزيد من سوء وضعه الصحي هو هذه الحالة المأساوية التي نعيشها في هذه الخيمة، فهي تفتقر لمعظم مقومات الحياة الطبيعية، الخيمة صغيرة جدا ومهترئة فقد كانت مستعملة منذ 5 سنوات، ولا تكاد تقينا حر الصيف ولا برد الشتاء، ثم أن مياه الشرب تعد من أكبر العوائق والصعوبات، حيث أعاني بشدة من تأمينها، فكمية المياه التي يتم توزيعها بشكل شهري، لا تكفي لعدة أيام، كما نعاني من نقص كبير في المواد الغذائية والتموينية،  كما نعاني من غلاء الأسعار بشكل كبير، حيث تشهد جميع أسعار السلع، ارتفاع كبير ولا تتماشى مع وضع النازحين بشكل عام، و لا يوجد لدينا أي مصدر دخل بعد أن خرجنا من منازلنا ولم نتمكن من إخراج اي شيء من ممتلكاتنا

وختمت السيدة الشيحان شهادتها لموقع”سوريتنا” قائلة: اناشد جميع المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية بمد يد المساعدة لي ولأطفالي، يحتاج طفلي للعلاج خارج سورية بشكل سريع، كل ساعة تمضي على وجوده هنا تزيد من سوء وضعه الصحي، أطالب بإحالته بشكل فوري وتسهيل دخوله إلى تركيا لإجراء العملية وتلقي العلاج اللازم، كما أناشد المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، بالنظر في حالتنا والمساعدة في تحسين واقعنا المعيشي، فالخيمة تحتاج للتبديل، كما نحتاج لمياه الشرب والاستعمال بكمية كافية، بالإضافة للمواد الغذائية، وتحسين واقع المخيم بشكل عام من ناحية الصرف الصحي، حتى يتسنى لنا البقاء في هذا المخيم، وآمل أن نعود جميعنا إلى قرانا و بلداتنا في القريب العاجل

شاهد أيضاً

وفاة صاحب مقولة لا تخذلوا الثورة السورية

توفي، اليوم الأربعاء، وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب عن عمر ناهز 79 عاماً، الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *