في حكاية جديدة ومأساة إنسانية تعيشها روعة الجاسم، بعد أن فقدت زوجها و 3 من أطفالها، تعاني قساوة الحياة مع طفلها الوحيد

 

في غرفة صغيرة غابت عنها معالم الحياة، وانعدمت فيها سبل المعيشة، تعيش السيدة روعة الجاسم 38 عاماً، في بلدة كفرتخاريم، برفقة طفلها الوحيد بعد استشهاد زوجها وأطفالها الثلاثة في غارات جوية استهدفت كرسعة في ريف إدلب الجنوبي، روعة الجاسم لا زالت تحتفظ بشيء من ألبسة أطفالها، تعانقها كل يوم مع حزن يعتصر قلبها، ولسان حالها يقول أنهم لا يزالون يعيشون معها وفي ذاكرتها و إلى آخر حياتها، روعة الجاسم من بلدة كرسعة في ريف إدلب الجنوبي، استشهد زوجها في العام 2014 إثر غارات جوية استهدفت البلدة، ثم تبعه 3 من أطفالها في مجزرة بحقهم ارتكبتها طائرات ” نظام الأسد”  في العام 2018، لتبقى وحيدة مع طفلها البالغ من العمر 7 سنوات، وأجبرتها حملة التصعيد الأخيرة على المنطقة على ترك منزلها والنزوح إلى الشمال السوري، لتعيش أحداث جديدة من المعاناة، وفي شهادتها لموقع”سوريتنا” تروي السيدة روعة، تفاصيل قصتها

سردت معاناتها ومعرفة عن نفسها: إسمي روعة عبد الهادي الجاسم من بلدة كرسعة في ريف إدلب الجنوبي، أبلغ من العمر 38، قبل بداية الأحداث في سورية كان زوجي يعمل في مجال بيع وشراء العقارات، وكنا نعيش حياة جميلة، قبل أن نعاني كباقي السوريين من مرارة الأحداث الدامية في سورية، خلال تواجدنا في بلدة كرسعة كنا خلال السنوات السابقة ننزح بشكل مستمر إلى مخيمات أطمة في ريف إدلب الشمالي، مع كل حملة قصف كانت تطال البلدة، ثم نعود إلى المنزل، ولم نكن مستقرين فيها بشكل دائم، لم يشارك زوجي في الأحداث ولم يكن يعمل لصالح أي جهة كانت في سورية، بل كان يقتصر عمله على بيع وشراء العقارات من أراضي ومنازل، وكان لاستشهاده أثر كبير في حياتي وتحول في وضعي باتجاه الأسوأ، كان ذلك في العام 2014، حيث كان ذاهب بسيارته للعمل، قبل أن تستهدفه طائرة حربية بغارة جوية استهدفت مكان تواجده، ليسقط شهيداً، وتبدأ معاناتي وأولى أحداث قساوة الحياة التي لا زلت أعيش تفاصيلها إلى الآن، فقد ترك لي 4 من الأطفال، كانت المهمة الملقاة على عاتقي كبيرة جداً، وهي مسؤولية تربيتهم والقيام على احتياجاتهم، في ظل ظروف معيشية صعبة كان يعاني منها أهله، فقررت البقاء في منزلي لإعالة أطفالي والاهتمام بهم، مع العلم أنه كثيراً ما كانت تعرض علي فكرة الزواج، لكن كنت أرفض ذلك في سبيل عدم ترك أطفالي

وتتابع السيدة روعة الجاسم حديثها لموقع”سوريتنا” في العام  2018، كنت على موعد مع استشهاد 3 من أطفالي وهم حسن وحسين ولمياء، الذين لا زالوا في سن الدراسة الابتدائية في الصف الأول والثاني والثالث، حيث قامت طائرة حربية باستهداف البلدة بعدة غارات جوية، وبينما كنت أنا أعمل في ورشة في أرض زراعية بالقرب من البلدة في قطاف البازلاء، سمعنا صوت الغارات الجوية، ونتيجة ذلك قام صاحب العمل بصرفنا جميعا إلى البلدة، لاحظت تجمع كبير من المدنيين بالقرب من أحد البقاليات، هرعت دون سبب لمكان القصف، لأتفاجأ باستشهادهم جميعا بينما كانوا في طريقهم للشراء، لم أجد منهم سوى القليل من شعر طفلتي لمياء وقميصها، كانت هذه الحادثة هي نهاية الحياة بالنسبة لي، فلم أكن أعيش سوى على أمل أن أراهم كبار وناجحين في حياتهم، بقي معي الآن آخرهم، معتصم البالغ من عمره 7 أعوام

وتضيف السيدة روعة قائلة: بعد عمليات القصف والتصعيد الأخيرة على المنطقة، أجبرت على النزوح من البلدة، كباقي سكانها، الذين توزعوا في عدة مناطق في الشمال السوري، أما أنا فقد استقر بي الحال في بلدة كفرتخاريم، وذلك برفقة شقيقي وزوجته، حيث سكنت معه لأكثر من شهرين، ثم قرر السفر إلى تركيا مع زوجته بهدف العمل، أما أنا فقد حصلت على غرفة صغيرة من قبل أحد أهالي البلدة بشكل مجاني، ولازلت إلى الآن أقطن فيها، اعاني ظروف معيشية صعبة للغاية، أعاني من عدم قدرتي على شراء المستلزمات في ظل غلاء كبير في الأسعار، كل ما تم تقديمه لي هنا هو سلة غذائية واحدة، ومبلغ 40 دولار من المجلس المحلي، كما أعاني من تأمين مياه الشرب

وتختم السيدة روعة الجاسم، شهادتها لموقع”سوريتنا” قائلة:  أناشد المنظمات الإنسانية بتقديم يد المساعدة لي ولطفلي، أحتاج للمواد الغذائية، وغيرها من الضروريات، وآمل في الختام أن تنتهي هذه المعاناة ونعود بالقريب العاجل لمنازلنا

شاهد أيضاً

وفاة صاحب مقولة لا تخذلوا الثورة السورية

توفي، اليوم الأربعاء، وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب عن عمر ناهز 79 عاماً، الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *