حكاية جديدة …”الحسين” إبنة غوطة دمشق، فقدت أربعة من أبنائها في القصف والحصار، تعيش مع وحيدها اليوم مأساة التهجير وقساوة النزوح

 


تنقلت السيدة الستينية  فاطمة الحسين، من بلدة النشابية في الغوطة بريف دمشق، حتى وصلت إلى بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي في قصة تهجير امتزجت بالألم والمعاناة، و ذلك مع ولدها الوحيد واحفادها، بعد أن فقدت 4 من أولادها بسبب القصف والحصار في الغوطة، في ظروف مأساوية وصعبة تعيش السيدة الحسين، في منزل كان قد تعرض للقصف الجوي ودمرت اجزاء واسعة منه، في بلدة كفرتخاريم، مع ولدها الوحيد والذي يعاني هو الآخر من مرض الديسك ولا يستطيع العمل الأمر الذي فرض عليها إعالته وأسرته المؤلفة من 4 أطفال وفي شهادتها لموقع سوريتنا” تحدثت السيدة  الحسين، تفاصيل معاناتها وقصة تهجيرها

تابعت : بعد أيام صعاب عشناها في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، كانت من أصعب أيام حياتي، أبلغ الآن من العمر 60 عاماً، خلال فترة الحصار في بلدة النشابية في الغوطة، استشهد 4 من أولادي، بالإضافة لشقيق زوجي، وزوج ابنتي، عشنا حياة الفقر الشديد وانقطاع سبل المعيشة، من غذاء ودواء، فضلاً عن القصف الشديد الذي تعرضت له القرى والبلدات، وكان آخر من استشهد من أسرتي ولدي الذي كان يبلغ 30 عاماً، حيث كان يعمل في مشفى مدينة كفربطنا، طالته غارة جوية أثناء خروجه من المشفى لتأمين كمية من الدم للمصابين الذين تتم معالجتهم في المشفى، ثم خرجنا بعد اتفاقيات جرت، لخروج المدنيين والعناصر المقاتلة إلى الشمال السوري، مسيرة 3 أيام عبر الطريق، تعرضنا خلالها للشتم من قبل المناطق التابعة للنظام والرشق بالأحذية والحجارة، حتى وصلنا إلى بلدة قلعة المضيق، بعد منتصف الليل، وبأجواء باردة جدا، ثم بدأ المهجرين يتفرقون في مناطق الشمال السوري، أقلتنا سيارة إلى الساحة الرئيسية في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، كنت حينا مع ولدي الوحيد وزوجته وأطفاله، بينما فضلن بناتي البقاء مع أزواجهن في ريف دمشق، جلسنا في الساحة العامة، لم نكن نملك سوى غطاء وبعض الألبسة فقط، ساعات طويلة لم يكترث بنا أحد على الرغم من وضعنا المأساوي، ليأتي رجل مع بزوغ الفجر وهو من مدينة حماة، وسألنا عن وضعنا ثم اصطحبنا إلى منزله، بقينا معه لمدة أسبوع كامل، وأحسن استقبالنا، ثم قام أحد المدنيين بالسماح لنا بالسكن في منزل يملكه، مؤلف من 4 غرف، وقد دمرت أجزاء منه سابقاً بفعل الغارات الجوية، قمنا بتنظيف المنزل وانتقلنا إليه بعد أن جمعت لنا بعض الأغراض والمستلزمات من بعض المدنيين في الحي، ومنذ ذلك الحين نعيش ظروف إنسانية صعبة للغاية

وتتابع السيدة فاطمة الحسين حديثها قائلة: يعاني ولدي الوحيد من مرض الديسك في ظهره، حيث تم إجراء عملية جراحية له أواخر العام الفائت 2018، في مدينة إدلب، بعد أن جمعت لنا تبرعات في مسجد بلدة كفرتخاريم، ومن بعض الأشخاص المتبرعين وكانت تكلفة العملية 300 ألف ليرة سورية، وهو الآن لا يسطيع المشي لمسافات طويلة، ولا حتى حمل وزن ثقيل، ولا يستطيع العمل بسبب وضعه الصحي، لديه 4 أطفال، أما بالنسبة للمنظمات الإنسانية فلم نرى منها أي شيء، ولم نستلم أي نوع من أنواع المساعدات، سوى سلة غذائية واحدة تم تقديمها من قبل منظمة كول في بداية تهجيرنا إلى هنا، ثم قمنا بالتسجيل في المجلس المحلي، ويقوم كل فترة بتقديم بعض مياه الشرب أو بضع ربطات من الخبز أحياناً، أعيش مع أسرتي وضع معيشي صعب، أقوم الآن بالعمل ضمن ورشة زراعية، بأجر 1200 ليرة سوري يومياً، علماً أنني أصرفه لشراء مستلزماتنا من غذاء ودواء ومياه للشرب واشتراكات الكهرباء وغيرها، ويقوم ولدي بتدريس 4 طلاب بكالوريا مادة الرياضيات في دروس خصوصية محاولاً تحمل مسؤولياته تجاه زوجته وأطفاله ( سنحاول غداً تسليط الضوء على هذه الشخصية، والمؤهل العلمي الذي يحمله وطبيعة عمله قبل الثورة ) ..

وتختم السيدة فاطمة الحسين شهادتها لموقع”سوريتنا” بإطلاق نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية للنظر في وضعها وعائلتها المعيشي، وتقديم يد العون والمساعدة، بقولها:  أناشد المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، بالنظر لحالتي وتقديم المساعدات اللازمة، من مواد تدفئة وألبسة ودواء ومواد غذائية ومياه للشرب، فالوضع المعيشي ما زال في تردي بشكل دائم، ولم أعد قادرة على تحمل المزيد..

شاهد أيضاً

بالصور: أكبر المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة

اسطنبول لندن لندن مصر المغرب فرنسا اسبانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *