واشنطن تحاصر أردوغان.. الدعم في إدلب أو منظومة الدفاع الروسية

حذر جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص بسورية اليوم الخميس 5 /3 / 2020، تركيا من خطورة شراء أنظمة الدفاع الروسية إس-400، في وقت تبحث واشنطن فيه سبل دعم أنقرة بخصوص إدلب السورية التي كانت سببا في توتر العلاقات بينها وبين موسكو.

وقال جيفري متحدثا من إسطنبول إن شراء تركيا صواريخ إس-400 الروسية “أمر خطير جدا”.

وأضاف أن الولايات المتحدة عرضت بالفعل مساعدة إنسانية وأنها تتشارك المعلومات مع تركيا وتضغط على الحلفاء الأوروبيين لتقديم مساهمة كبيرة.

وشهدت العلاقات بين روسيا وتركيا في الأسابيع الماضية توترات بسبب دعم موسكو لقوات الجيش السوري في استعادة مدن استراتيجية في شمال سوريا كانت تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من واشنطن نشر بطاريات صواريخ باتريوت على حدود تركيا الجنوبية مع سورية بعد الهزائم التي تكبدها الجيش التركي ومقتل عشرات الجنود خلال المعارك التي يخوضها مع قوات المعارضة السورية في إدلب ضد قوات الحكومة السورية.

وأثار القتال في إدلب تصريحات غاضبة متبادلة بين روسيا التي تدعم هجوم “قوات بشار الأسد” وتركيا التي نشرت آلاف الجنود لدعم المعارضين المسلحين الساعين لوقفه.

وتبادل البلدان الاتهامات بعدم الالتزام باتفاقات تهدف لاحتواء العنف لكن تصميم أردوغان على دعم الفصائل المسلحة ورفض خسارة المدن التي كانت تسيطر عليها أنهى التوافق الذي شاركت فيه إيران أيضا، بعد أشهر من تنظيم القوات الروسية والتركية دوريات في مناطق شمال سوريا وفق اتفاق سوتشي.

والثلاثاء، أبدت الولايات المتحدة استعدادها لدعم أنقرة في موقف مغاير لما تعودت عليه خلال التدخلات العسكرية التي قام الجيش التركي في سورية، في خطوة يرى مراقبون أنها مدروسة تعمل واشنطن على استغلالها لاستقطاب أردوغان وتفكيك تحالف الضرورة الذي كان يربطه مع موسكو.

واستثمرت روسيا في السابق أزمة العلاقات بين العضوين في حلف شمال الأطلسي والحليفين، لاستقطاب تركيا من خلال عقود وصفقات عسكرية أهمها صفقة صواريخ اس 400 واقتصادية يتصدرها مشروع خط أنابيب ‘تركش ستريم’ لنقل الغاز لأوروبا.

وشهدت العلاقات التركية الأمريكية توترا شديدا في السنوات الأخيرة زادت حدته منذ شراء أنقرة لمنظومات الدفاع الجوي الروسية “إس – 400″، حيث هددت واشنطن بفرض عقوبات ضد أنقرة بسبب تلك الصفقة، بالإضافة إلى الخلافات حول الدعم الأميركي لأكراد سورية.

ويبدو أن واشنطن التقطت سريعا ورطة أردوغان في إدلب بعد أن تحول التدخل العسكري إلى حرب استنزاف لا تقوى تركيا على الاستمرار فيها  إذا طالت أمدها.

وقال جيفري لدى زيارته الثلاثاء إقليم هاتاي على الحدود التركية إن الولايات ستعمل على التأكد من تجهيز العتاد أميركي الصنع للجيش التركي.

شاهد أيضاً

ماذا بعد الانبهار بـ”حمـ.ـاس” والانهيار في إسـ.ـرائىل… مَن يمسك بزمام المبادرة ومَن يخشى الانزلاق؟

في حال اضطرت إدارة بايدن إليها – أن تثبت جديّة الخيارات العسكرية. هناك في سوريا يمكن قطع الطريق على برنامج إيران الإقليمي للامتداد من إيران إلى العراق وسوريا وإلى لبنان على الحدود مع إسرائيل وعلى البحر المتوسط. وهناك في سوريا يمكن للوسائل العسكرية الأميركية والأوروبية إسقاط الرئيس السوري الحليف لإيران، بشار الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *