سوريتنا صحافة حرة – لسوريا الحرة
ريف حماة الشمالي- خاص بالموقع :
تقع بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، وهي من أولى البلدات التي شاركت بقوة في الأحداث السورية منذ بدايتها، وذلك عبر مظاهرات حاشدة خرجت في البلدة، وتعرضت كغيرها للقصف الجوي والبري المكثفين، ما تسبب بدمار واسع في الأحياء السكنية، كما وتسبب القصف بسقوط العشرات من الشهداء والجرحى من أبناء البلدة ونزوح الكثير من العائلات باتجاه الشمال السوري، حتى بداية التصعيد الأخير الذي بدأته ميليشيا الأسد وحليفتها روسيا على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي، والذي بدأته بشن مئات الغارات الجوية والقصف البري المكثف، الأمر الذي تسبب بنزوح جميع سكان بلدة كفرنبودة، باتجاه الشمال السوري
حيث تفرقت العائلات في عدة مناطق من مخيمات النزوح وعدة قرى وبلدات حدودية، مخيم العهد الواقع ضمن تجمع مخيمات قاح في ريف إدلب الشمالي، يضم 500 عائلة من بلدة كفرنبودة، ومن بين العائلات من مضى على نزوحها 4 سنوات، ليزداد عدد النازحين في المخيم بعد حركة النزوح الأخيرة، وتزداد معها معاناة سكانه وتردي وضع المخيم المعيشي والخدمي والصحي، وتعاني العائلات ظروف قاسية فيه بالوقت الراهن، خصوصاً مع اقتراب دخول فصل الشتاء لهذا العام
وفي شهادته لموقع ” سوريتنا” تحدث خالد أبو وسام ، من بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، وهو أحد سكان مخيم”العهد” الواقع ضمن تجمع مخيمات قاح في ريف إدلب الشمالي، تحدث عن أوضاع المخيم وأحوال القاطنين فيه، ومعاناتهم في فصل الشتاء، حيث قال: يقع مخيم العهد في منطقة جبلية في أطراف بلدة قاح من الناحية الشرقية، تم إنشاء المخيم في العام 2015، بعد نزوح عشرات العائلات من بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، تم إقامة وتشييد المخيم بشكل مبدأي وبإمكانيات متواضعة من قبل الأهالي وعلى نفقتهم الخاصة، في هذه المنطقة الجبلية التي تبعد عن البلدة أكثر من 3 كم
وتابع أبو وسام حديثه قائلاً: وبعد مرور 4 سنوات على إقامة المخيم، أصبح في وضع معيشي وخدمي سيء، وفي الحملة الأخيرة التي شنتها قوات النظام على قرى وبلدات ريف حماة الشمالي والغربي، وريف إدلب الجنوبي، وسيطرة قوات النظام على عدة قرى وبلدات، وكان من بينها بلدة كفرنبودة، نزح جميع سكان البلدة باتجاه الشمال السوري، تحت وطأة القصف العنيف، وازدادت أعداد النازحين في مخيم العهد من سكان بلدة كفرنبودة، لتصل إلى أكثر من 500 عائلة، تعيش جميعها في ظروف إنسانية صعبة للغاية
وأضاف أبو وسام قائلاً: يعاني المخيم من عدم وجود خيم كافية لجميع العائلات، حيث استضافت بعض العائلات، عائلات أخرى من أقاربها، ويتواجد في كل خيمة ما يتراوح بين 6 إلى 10 أفراد، في حين عمدت بعض العائلات لبناء خيام بشكل مبدأي باستخدام بطانيات وشوادر، والبعض منها استخدم سيارات للسكن فيها، ونسبة قليلة قامت بشراء خيام، ويبلغ سعر الخيمة أكثر من 100 دولار أميركي، كما يعاني المخيم من وضع خدمي سيء، حيث يفتقر لوجود دورات مياه كافية، ووعورة الطريق المؤدي له، بالإضافة للصرف الصحي السيء جداً، ويفتقر المخيم لوجود مركز صحي لاستقبال الحالات المرضية، التي ازدادت منذ بداية فصل الشتاء، ومدرسة لتعليم الأطفال، إذ يضطر النازحون فيه لنقل المرضى إلى بلدة قاح، وإرسال أطفالهم للمدارس في البلدة، والتي هي الأخرى باتت غالبيتها لا تستقبل أطفال من النازحين بحجة امتلاء المدارس بالأطفال
وختم أبو وسان قائلاً: لا وجود لمنظمات هنا ولم تتلقى هذه العائلات أي مساعدات غذائية او مياه للشرب، ويجبر النازحون لشراء جميع مستلزماتهم في ظل غلاء كبير في أسعار السلع ومياه الشرب، ومن هنا فإننا نناشد المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري بالتوجه للمخيم وتقديم يد العون والمساعدة للنازحين فيه بشكل سريع
أحمد العيسى وهو أحد القائمين على المخيم، وفي شهادته لموقع ” سوريتنا” قال: منذ أن تم إقامة المخيم وإلى الآن نناشد المنظمات الإنسانية لدعمه بما يخدم وجود النازحين فيه، ويساعدهم على البقاء وعدم التشرد، ولكن لا مجيب إلى الآن، واقتصر الدعم على ربطة خبز واحدة لكل عائلة، قامت بتقديمها إحدى المنظمات لمدة عام ونصف فقط، ثم انقطعت بشكل كامل
وأضاف العيسى قائلاً: يحتاج المخيم للكثير من أعمال الصيانة والخدمات، مثل تبديل الخيم وتقديم عدد من الخيم الجديدة للعائلات التي نزحت حديثاً، بالإضافة لتعبيد طريق المخيم الجبلي، حيث يصعب بشكل كبير سلوكه بسبب وعورته وطبيعته الصخرية، كما يحتاج سكان المخيم في الوقت الحالي لمواد تدفئة وعوازل مطرية وألبسة شتوية، بالإضافة للمواد الغذائية ومياه الشرب، فضلاً عن إقامة مدرسة في المخيم ومركز صحي، لخدمة أكثر من 500 عائلة، أي ما يقارب 3 آلاف نسمة
