مخيم المزار، خيام مهترئة وغياب مقومات الحياة..أطفال أضناها الجوع وفتك بأجسادهم البرد..المنظمات الإنسانية لا تندهي

 

مع بدء المنخفضات الجوية جديد تفاقت من جديد معاناة النازحين في مخيمات النزوح في كامل الشمال السوري، خيام لا تقي غزارة الأمطار، ونفاد كامل في مقومات الحياة، وأجساد فتك بها البرد، ولا ملجأ لهم غيرها في ظل غلاء إيجار المنازل واكتظاظ البلدات والقرى بآلاف العائلات النازحة، وغياب شبه تام لدور المنظمات الإنسانية العاملة في شمال سوريا، وتملص الجهات المسؤولة من مسؤولياتها، مما يجعل من النازح ضحية التشرد وقساوة العيش،

مخيم المزار، لا يرى فيه زائره أي معالم لحياة كريمة، خيام مهترئة وأرضية وعرة وغياب للخدمات وفقر شديد قد خيم على قاطنيه، يعاني المخيم الواقع في ريف إدلب الغربي مثل غيره من المخيمات، من سوء الأحوال المعيشية وتردي الخدمات،


وفي شهادته لموقع”سوريتنا” تحدث عماد العليوي وهو أحد القائمين على المخيم عن تفاصيل معاناة النازحين فيه، وأحواله المعيشية والخدمية، قائلاً: مخيم المزار يقع على أطراف قرية الشيخ يوسف في ريف إدلب الغربي، تم إقامته بتاريخ 1 / 9 / 2019، وتقطن فيه قرابة 165 عائلة نازحة من عدة قرى وبلدات في ريف إدلب الجنوبي

وأضاف العليوي قائلاً: وعلى الرغم من كون المخيم يقع على مرتفع جبلي ولم يتضرر بشكل كبير بسبب الأمطار، إلا أن وضعه لا يختلف عن وضع باقي المخيمات العشوائية المنتشرة في الشمال السوري، إذ يعاني من اهتراء الخيم بشكل كامل ونقص كبير في عددها، يوجد نسبة كبيرة من الخيم يسكن فيها عائلتين أو ثلاث، كما يعاني المخيم من وعورة أرضيته الصخرية، وعد وجود طرقات جيدة للدخول إليه، وشح كبير في المستلزمات الطبية والمواد الغذائية، كما يفتقر سكان المخيم لمواد تدفئة، إذ تعتمد العائلات على جمع الأخشاب والمواد البلاستيكية للتدفئة، ويقوم الأطفال بهذه المهمة غالباً في ظل البرد الشديد وهطول الأمطار

وختم العليوي قائلاً: منذ إقامة مخيم المزار لم تتوجه أي منظمة إنسانية لدعمه،بحجة إقامته حديثاً وبشكل عشوائي، ناشدنا العديد منها لكن دون فائدة، المخيم الآن بحاجة سريعة لتبديل الخيم وتجهيز أرضية المخيم وشق طريق للمخيم لتسهيل حركة النازحين، إضافة لإنشاء دورات مياه، وتقديم دعم للنازحين من مواد للتدفئة ومواد غذائية، ويوجد في المخيم عدد من الأرامل دون معيل، وتحتاج لمساعدة مالية لإعالة عائلاتهن

وتحدث مروان الأعمى أحد نازحي مخيم المزار، في شهادته لموقع” سوريتنا” عن وضعه ومعاناته قائلاً: نزحت مع عائلتي المكونة من 6 أفراد، من قرية البرسة التابعة لناحية معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، باتجاه الشمال السوري، وحطت بي الرحال في مخيم المزار بعد أشهر من العناء في عدة مخيمات في ريف إدلب الغربي

وأضاف الأعمى قائلاً: قمت بشراء خيمة ونصبتها في المخيم، ومنذ ذلك الحين لم نر أي مساعدات من قبل المنظمات الإنسانية، إذ يفتقر المخيم للكثير من الاحتياجات، وبالدرجة الأولى نحن بحاجة لمواد تدفئة، وتبديل الخيم، وتقديم أثاث وفرش للخيم، إضافة للألبسة الشتوية خصوصاً للأطفال، ويفتقر المخيم لوجود مركز صحي ومدرسة

كما وجه الأعمى عبر موقع “سوريتنا” مناشدته قائلاً: نناشد ونطالب جميع المنظمات الإنسانية بمد يد العون والمساعدة لنا في ظل هذا الشتاء وبرده الشديد

شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *