“تحرير الشام”… إلى الزوال أم إعادة هيكلة؟

 

سوريتنا (خاص)

تتواتر التسريبات في الشمال السوري المحرر “إدلب”، حول المصير الغامض الذي يكتنف ملف “هيئة تحرير الشام”، ما بين رؤيةٍ تنفي اقتراب الفصل اﻷخير منها، وأخرى تزعم أنّ إسدال الستار بات قاب قوسين أو أدنى.

ويجمع مراقبون ونشطاء شباب أنّ المرحلة القادمة، ستعزز سيطرة “الجيش الوطني” المدعوم تركيا، على حساب الهيئة، التي ستكون خارج معادلة اللعبة القادمة، فوق المسرح السوري، ما لم ترضخ للمطالب الشعبية المتوافقة أساسا مع رؤية أنقرة، والمتمثل في حل الهيئة لنفسها، وذوبانها في بقية الفصائل، بذريعة عدم استهداف المنطقة، من طرف الروس، تحت عباءة وجود “التيار الجهادي” أو “اﻹرهاب”.

الحمائم والصقور:

ويرى قيادي سابق في الهيئة “جبهة النصرة سابقا” ؛ ضمن حديث لـ”سوريتنا”؛ أنّ الصراع لم يحسم داخل الهيئة، إﻻ أنّ صوت متزعمها (أبو محمد الجوﻻني) يغلب عليه، تنفيذ أجندة اﻷتراك، ضمن شروط، تضمن له ولقيادات الصف اﻷول دورا، أو حصانة”.

وإن صح المسمى، فإنّ الحمائم داخل الهيئة هم قيادات ذابات فيها على خلفية العمليات القتالية أو ما يعرف في الداخل باﻻقتتال الداخلي.

والراجح أنّ تحرير الشام، رفعت الراية البيضاء، بدليل ما يتداوله بعض أمرائها، عن تسليم “مطار تفتناز” للأتراك، وتهليلهم للأمر على أنه “الخيار اﻷنسب” و”البديل” عن احتلاله من قبل “ميليشيا اﻷسد”!

الرقم اﻷصعب!

إﻻ أنّ فهم التركيبة العسكرية للهيئة والقائمة أصلا على الوﻻءات لمتزعمها أبو محمد الجوﻻني، وكذلك حالة اﻻنقسام، في الصف الداخلي، يكفي ﻹدراك أنها ما تزال “الرقم اﻷصعب”!

إذ إن إحدى مكوناتها تتمثل في الجماعات الجهادية “التركستانية، اﻷوزبك” أو ما يمكن وصفهم بالمقربين من حكومة “أنقرة”، وتعتبر سياسة هؤلاء متماهية تماما مع النظرة التركية.

تبقى الفرصة في حل الهيئة، بعد حل الملف الأكثر أهمية، والتمثل بالمفصل “اﻷمني”!

القحطاني سيد المرحلة:

كما أنّ ملف الأجانب “المهاجرين” ستكون خطوة مهمة في المرحلة المقبلة، لضمان حل “تحرير الشام” لنفسها، ثمة منعطف غاية في اﻷهمية، لضبط المنطقة أمنياً، ﻻ سيما مع وجود أو خشية بروز بؤر موالية لتنظيم الدولة “داعش”، أو “تنظيم اﻷسد” وما يعرف بالمصطلح الدارج “الضفادع”.

ويعول هذا الدور على شرعي اﻷمنية في تحرير الشام، العراقي الجنسية “أبو ماريا القحطاني”، وهو أحد ضباط مخابرات النظام العراقي، والذراع الضارب في الهيئة، ووحده القادر على ضبط الملف اﻷمني، مستقبلاً؛ لما يملكه من خبرة، وباعتباره “بنك المعلومات” حول “التيار الراديكالي/الجهادي” في المحرر.

وﻻ ينافس القحطاني الجوﻻني حتى اللحظة، وإنما يعتبر عمله متمماً للثاني، كما أنه يحظى بوﻻء شريحة كبيرة، في مقدمتها، أبناء عشيرة “الشعيطات” وجزء كبير من أبناء “دير الزور”.

بالتالي؛ يبقى الحديث عن “نهاية ملف الهيئة” خاضع حتى اللحظة إلى حلحلة الملفات السابقة، وخلق آلية دقيقة، يضمن فيها اﻷتراك، انضباط دخول المقاتلين “الثوار” من المحسوبين على تحرير الشام، وانخراطهم في فصائل “الجيش الوطني”.

واﻷمر مرتبط أيضاً؛ بتجييش الشارع، المحتقن أصلاً على ممارسات وسياسات الهيئة، التي بات ينظر إليها، باعتباره “تعسفية” أشبه ما تكون بمخابرات اﻷسد!

صمام أمان:

وترى بعض اﻷصوات أن “تحرير الشام” ﻻ تزال تمثل صمام أمان في المحرر، على اعتبارها القوة اﻷبرز مقارنة بباقي الفصائل المعارضة.

وهي نقطة تنفيها الوقائع على اﻷرض،  والتي باتت تتضافر مع المؤشرات التي تقول بإسدال الستار على هذا الملف.

فتوى شرعية:

وعلى غير ما يعتقد السياسيون؛ فإنّ الجوﻻني، لن يجرؤ على “حل تحرير الشام” ما لم يحظى بغطاء “شرعي” أو “فتوى” تجيز له “حسم ملف جماعته”، والعين تتجه نحو “الشيخ أبو الفتح الفرغلي”، مصري الجنسية، والذي بات يعرف بمرقع “الهيئة”، ورغم ذلك، فمن المتوقع صدام داخلي، وانقسام، ضمن الصفوف بداخل الهيئة، لكنها لن تكون على مستوى ما حدث من اقتتال فصائلي.

والراجح أنّ ما سيجري، سيكون لصالح اﻷتراك، وتطبيق “سوتشي” وتحديدا النقطة المتمثلة بفصل ما يسمى “المعتدلين” عن “غير المعتدلين/الراديكاليين”.

وبمطلق اﻷحوال؛ تبدو تركيا مستعدة وماضية في “حل ملف تحرير الشام”، في حال أمسكت مستقبلاً، بملف الحواجز وأنهت عملية التنقل في الطرقات وفق سياساتها ورؤيتها اﻷمنية، في حينها ستكون نهاية “تحرير الشام” وليس “إعادة هيكلة نفسها”.

 

شاهد أيضاً

ما مصلحة السعودية من التطبيع مع إسرائيل؟

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *