سوريتنا صحافة حرة – لسوريا الحرة
كتب المحامي موسى الهايس*
مما لاشك فيه أن التضامن والتعاطف الأممي (العربي والإسلامي خاصة ) الذي حظي به الطفل المغربي ريان في معرض محنته مدعاة استحسان و اعجاب ..
ولكنه بذات الوقت مدعاة تساؤل ..!
أين أولئك المتضامنين الإنسانيين مع عشرات الآلاف من أطفال سورية القابعين مع ذويهم في حفر وغيابات معتقلات نظام بشار …؟
وأين هم من أطفال سورية المشردين في الصحاري وعلى الحدود في المخيمات . ؟
لاشك أن ماحصل للطفل المغربي ريان آلمنا بكل ماتعنيه الكلمة وبكل الحيثيات كطفل وكمصاب من لحظة سقوطه في البئر
إلى لحظة انتشال جثته .
المصاب جلل على أسرته وذويه .وعلى المتضامنين ( وأنا منهم ) أن لم يكن حيا والحادثة الهبت مواقع التواصل تعاطفاً ودعوات وهذا صح . نعم …
لكن للعلم لمن يود التضامن ( ولمن ينقط جبينه إنسانيةً ) هذا الألم وهذه المعاناة بدأت بالنسبة للسوريين منذ أكثر من عقد من الزمن يُغيب الأطفال واباؤهم وامهاتهم بلا سبب إلا لكونهم ذوي معارضين يطالبون بالحرية، تغييبهم جميعا و شتى في غياهب ومعتقلات نظام الأسد ومازال هذا التغييب مستمرا .
هل من متضامن مع من ابتلعتهم جباب عصابة الأسد من أطفال ونساء وشيوخ… ؟
مؤكد أن ريان ابتلعه الجب ونحن عاجزون عن انتشاله من غيابة الجب بل قد انفقنا المزيد و الكثير من المشاعر المترافقة مع عمليات الحفر والتنقيب التي قامت بها دولته مستخدمة كل المعدات على مدى أسبوع لانتشال جثته . بينما تتناثر أجساد أطفال سورية على حدود الدول المجاورة وعلى شواطىء لا يكلف انقاذها إلا التنقيب في ذاكرة الإنسانية لنبش مابقي من اخلاق لدى هذا العالم مدعي الحضارة والانسانية.!!
أطفال سورية يموتون على حدود الدول في مخيمات أسوء مايمكن ان يقال عنها انها مخيمات.
خيم من قماش لاتقي برد الشتاء ولا حر الصيف. بل هي عرضة للقصف من مدعي الحضارة والانسانية .حيث تستقبل صدور الاطفال العارية أعتى أسلحة العالم الديمقراطي المتحضر . وقد قضى الكثير من اطفال سورية نحبهم بفضل الصواريخ الروسية والبعض الآخر حالفه الحظ أن فقد امه وابيه وبقي يتيما…! أو كان محظوظا أكثر أن فقد اطرافه . !
فهل من إنسان متحضر يحمل قيم الإنسانية الصادقة في هذا العالم الفاقد لكل القيم يتضامن مع أطفال سورية ؟.
رحم الله الطفل المغربي ريان وتقبل الله أطفال سورية طيور الجنة ..!
* رئيس المنظمة العربية الاوربية لحقوق الإنسان
