حزب الله اللبناني يحكم قبضته..و مسؤول وحدة التنسيق والارتباط لديه يتدخّل بالقضاء خشية وصول الموس إلى ذقنه

جاء في “المركزيّة”: 

لا يكترث حزب الله لرأي اللبنانيين ولا لانتقاداتهم الدائمة له ولمواقفه وممارساته التي تسببت بعزل لبنان عن تاريخه العروبي وعلاقاته الغربية وورطته في حروب ونزاعات الآخرين ولا حتى لتصنيفه ارهابيا أو أي صفة اخرى سيئة، ولا لكل ما أصابه من انهيارات جعلت اقصى طموحات ابنائه ممن لا يزالون في الهجرة، في ظل عجزهم عن تأمين لقمة العيش. ولا يهتم الحزب وقيادته للمواقف المعارضة العالية السقف التي لا تنفك تصوّب عليه مسمّية الاشياء بأسمائها، لا يرهبها سلاحه ولا فائض قوته التي يهيمن بها على قوى سياسية عقدت معه ربط نزاع او تهادنه خوفا من بندقيته الموجهة نحوها وهي تدفع الثمن اليوم. شيء واحد ما زال حزب الله يحسب له حسابا في ما تبقى من آثار دولة لبنان التي احكم قبضته عليها وعلى مؤسساتها الدستورية وتوغل داخل اجهزتها إلى العمق باستثنائه، القضاء أو بعض منه.

تقول مصادر سيادية معارضة لـ”المركزية” إن مسار التحقيقات في جريمة تفجير مرفأ بيروت اثبت بما لا يرقى اليه شك ان ثمة في لبنان بعد من يقاوم حزب الله ويسبب له القلق، وهو عاجز حتى اللحظة عن “قبعه” على غرار ما فعل مع كثر آخرين ازعجوه سابقاً. وهو ان تمكن بأساليبه من تنحية القاضي فادي صوان فإنه يعجز عن حمل المحقق العدلي الخلف القاضي طارق البيطار على ترك الملف لمن يمكن ان يكون مطواعا للحزب ورغباته، على رغم تهديداته المعلنة والسرية، غير المباشرة والمباشرة من قلب قصر العدل عبر مسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا الذي لم يتوان عن توجيه رسائل التهديد لبيطار غير آبه بالعدالة وقوسها ورهبتها ورمزيتها وذريعته الدائمة تسييس الملف ووقوف جهات غربية خلف القاضي للاقتصاص من الحزب. وتفيد المصادر هنا ان خلف ارتياب الحزب من التحقيقات معلومات باتت في حوزة المحقق العدلي حول العنبر رقم 9 ومحتوياته التي يتردد انها كانت تخص الحزب وعملية التفجير التي حصلت فيه ومنه اندلعت الشرارة الى العنبر رقم 12 حيث كانت النيترات المتفجرة.

وكما في ملف المرفأ كذلك في غزوة عين الرمانة، يقف الحزب ضعيفا لا تنفعه قوته السياسية والعسكرية، اذ تكشف أوساط حقوقية مطلعة لـ”المركزية” ان وفيق صفا دخل ايضا على خط الدعوى التي قدمها محامون باسم اهالي عين الرمانة ضد امين عام حزب الله حسن نصرالله، اسوة بدعوى قدمها محامون باسم ضحايا غزوة عين الرمانة ضد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى النائبة العامة التمييزية في جبل لبنان القاضية غادة عون التي قبلتها واحالتها الى التحقيق. وتقول لقد حاول صفا بكافة وسائله منع المحامين من تقديم الشكوى، فكان جواب المعنيين بأي حق نمنع محاميا من تقديم شكوى، اذهبوا وحلوا الامر في القضاء. وامام اصرار المحامين، وعلى قاعدة المعاملة بالمثل، قبلت عون الدعوى كما فعلت في الشكوى على جعجع واحالتها الى التحقيق، بعدما استفسرت من اكثر من مسؤول ومحام عن مكان وجود نصرالله، الا ان الاجابات كانت نفسها دائما “مكان الاقامة مجهول”. وفي هذا الملف تشير المعلومات الى اقتراح تسوية يتم التداول به يقضي برفع الدعويين ضد جعجع ونصرالله الى المدعي العام التميزي القاضي غسان عويدات الذي يقرر حفظهما فتتوقف التعقبات والبحث والتحقيقات، في انتظار انتهاء المحكمة العسكرية من النظر بالملف. 

مما لا شك فيه ان الحزب سيواصل ضغطه اعلاميًّا وسياسيًّا وحكوميًّا لوقف مسار التحقيق في المرفأ خشية وصول الموس إلى ذقنه، بحسب المصادر، التي ترى أنه يقف عاجزا أمام قوة القضاء خلافا لما يفعل خارج هذا الحصن المنيع حيث يهيمن على الدولة كلها وما رفع صور قادة إيران (الخميني والخامنئي وسليماني وشخصيات غير لبنانية قضت في ساحات المعارك من سورية إلى العراق الى اليمن) على طريق المطار، مدخل لبنان وواجهته، ووضع المزيد منها في تحد سافر للعيش المشترك ولاراء اللبنانيين المناهضين لايران والحاقها وطنهم بمحورها رغما عن انوفهم، سوى الدليل القاطع إلى مدى استهتار الحزب بالشريك في الوطن ومنطق الشراكة التي يتحدث به عند كل محطة فيما هو ينسفه كل لحظة في الصميم.

المصدر : موقع “MTV” اللبناني

شاهد أيضاً

عن الاصطفاف الأميركي- الأوروبي مع إسرائيل

خطار أبودياب شكلت مفاجأة تخطي جدار غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعطفا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *