همسة بوست

من صفحة الإعلامي Adnan Ali

من السهل اطلاق التوصيفات على الذاهبين للقتال من سوريا الى ليبيا، سواء كانوا من طرف الفصائل في ادلب ام من طرف النظام على ما يقال. ولا شك ان التصنيف السياسي لهم انهم مرتزقة، كون معظمهم لا يعرف لا حفتر ولا السراج، وربما لا يعرف اين تقع ليبيا كلها، والهدف من الذهاب هو المال فقط.
لكن التصنيف الانساني، انهم اناس وصلوا الى طريق مسدود، ويبحثون عن أي بقعة ضوء في حياتهم وخياراتهم المظلمة. هم يدركون انهم ليسوا في رحلة عمل او سياحة، بل ينتقلون من حرب الى حرب، واحتمال موتهم او اصابتهم وارد، لكنه احتمال قائم حيث هم في سوريا ايضا، مع فارق ان راتبهم هناك اضعاف ما يتقاضونه في سوريا، مع وجود فرصة لبعضهم للتسلل الى اوروبا كلاجئين حالما يجمعون المبلغ اللازم للمهربين.
وانا شخصيا وضعت في اختبار مشابه في ثمانينات القرن الماضي حين كنت شابا يافعا، وكانت ليبيا تخوض آنذاك حربا مع جارتها تشاد حول اقليم اوزو، فذهب بعض مقاتلي الفصائل الفلسطينية الى ليبيا لمؤازرة قوات القذافي، مقابل راتب شهري معتبر. وكنت حينذاك ابحث عن وسيلة للسفر بأية طريقة، وسجلت اسمي فعلا للذهاب الى ليبيا، لكن لحسن الحظ توقفوا عن اخذ المزيد بعد ان هدأت المعارك.
حين تنغلق الافاق امام الانسان، لا ينبغي ان نتوقع منه خيارات عقلانية. والظروف التي يعيشها الناس في سوريا، بما في ذلك حاملي السلاح محبطة ومغلقة ولا تحمل أملا .. انها مطحنة للفقراء وصغار القوم، بقدر ما هي مغنمة لتجار الحروب والاوطان

شاهد أيضاً

الليلة الليلاء على غزة المحاصرة

بعد قصف كثيف مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة طيلة أسابيع ثلاث، كثفت هذه القوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *