فيلم شوماخر: ايرتون سينا خلق التحدي والخوف من الموت على الحلبة

ظلت الحالة المحيطة بصحة بطل العالم سبع مرات واحدة، الألماني مايكل شوماخر، من أكثر الأسرار التي تخضع لحراسة مشددة في مجال الرياضة، منذ حادث التزلج شبه المميت الذي تعرض له في العام 2013 في جبال الألب الفرنسية، والذي أدى إلى إبعاده عن الحياة العامة والإعلام.

فمنذ ذلك الحين، لم يُعلن شيء تقريباً عنه، سوى بعض الشائعات، مثل تلك التي نُشرت قبل عام، وأشارت إلى أن عائلة شوماخر كانت تسعى للحصول على العلاج بالخلايا الجذعية في محاولة لتحسين صحته، أو ما سرّبه رئيس فيراري السابق جون تود بأن “مايكل يقاتل”.
إلى أن جاء الفيلم الوثائقي الذي أنتجته “نت فلكس”، والذي ترك للمشاهد تاريخاً غنياً ومهيباً عن مسيرته، من دون أي كشف موضوعي عن السنوات الثماني الماضية من حياته.
ومع أن شوماخر، كان ولا يزال، رجلاً شديد الخصوصية، فإن الفيلم الوثائقي عرض لقطات مؤرشفة من شبابه قضاها في حلبة سباق الكارتينج، ورسم صورة لسائق موهوب للغاية، متجهٌ حكماً نحو الفورمولا وان، على الرغم من وجود سائقين كبار مثل الراحل أيرتون سينا وآلان بروست ونايجل مانسيل.
سينا، بدا مصدر القوة والتنافسية في الفيلم الوثائقي، لا سيما في اللقطات المبكرة، وفي مواجهة شديدة التوتر على مضمار السباق، حيث لم يكن الألماني دمية متحركة، بل شخصية هجومية في وجه آلية دفاعية أطلقها البرازيلي الراحل، عندما بدا أن السائق الألماني الشاب قد وصل لخلافته.
فاز شوماخر في سباق الجائزة الكبرى الذي فقد خلاله سينا حياته في سان مارينو في العام 1994، وبدا وكأنه ولادة عصر جديد، وتم عرض لقطات لشوماخر مبتسماً بعد فوزه، ثم شعوره بالضيق الوجودي الناتج عن المخاطر الكامنة في الرياضة التي أحبها عند إبلاغه بحالة سينا، وقال “شومي” إنه لم يكن قادراً على التخلص من أفكار موته المحتمل على الحلبة.
ومع ذلك، ظهرت شهوة شوماخر للنجاح، وتم تلخيصها في جانبين من جوانب شخصيته، الأول هو الاهتمام الشامل بالتفاصيل الذي جعله يقضي ساعات لا حصر لها مع ميكانيكيي فيراري، والثاني هو نهج الفوز بأي ثمن.
وأعطى الفيلم مساحة للحادث بينه وبين دافيد كولتهارد، وتحديد المسوؤلية عنه، أو القرار الذي اتخذه في جزء من الثانية لإبعاد ميكا هاكينن، والحادث المماثل بينه وبين دامون هيل، وهي حوادث أظهرته كسائق منتقم لا يستطيع الاعتراف بالخطأ، في نقطة تم طمسها في ما يقرب من ساعتين في الفيلم

شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *