قطع من السجاد تغطي الحقول في تركيا..ما سرها؟

أحجية ضخمة تتكون من الألوان والزخارف المتداخلة، والتي يغلب عليها اللون الأحمر.. من المحتمل أن تصادف هذا المشهد أمامك إذا كنت محظوظاً، وإذا كنت في محافظة أنطاليا التركية في الوقت الصحيح.

ومع قدوم موسم الصيف كل عام، تُغطّى حقول منطقة “دوشاما ألتي” جنوب غرب تركيا بآلاف السجادات الزاهية لتشكل مشهداً مدهشاً يجذب عشاق التصوير، ومحبي اقتناء السجاد التقليدي اليدوي، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

ووثقت صاحبة مدونة “Travelling Lens Photography” عبر الإنترنت، لانيل رشيد، هذا المشهد السنوي في يوليو/تموز من عام 2019.آلاف السجادات

وأثارت حقول السجاد الزاهية اهتمام رشيد عندما سمعت عن هذا التقليد الفريد، ما شجعها على التوجه إلى “دوشاما ألتي” مع زوجها لرؤية المشهد بعينيها.وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت رشيد: “كان من الصعب جداً العثور عليه لعدم وجود أي لافتات، أو أي شيء لتوجيهك إلى هناك”.

وأدى ذلك إلى موقف طريف، إذ لجأ الثنائي إلى الطرق على باب شخص غريب لسؤاله عن الاتجاهات.

وبشكل عفوي، وبرحابة صدر، اقترح الرجل أن يركب سيارتهما ويوجههما إلى الطريق الصحيح.وأكدت الأمريكية، التي تعيش في تركيا حالياً، أن هذا ما جذبها للعيش في البلاد، إذ قالت: “السكان يتمتعون بالكرم، ويريدون مشاركة ما لديهم، ويعتنون بغيرهم”.

ولدى الوصول إلى الحقل، سيتفاجأ المرء بمساحات شاسعة تحولت من اللون الأخضر إلى الأحمر سبب العدد الهائل من قطع السجاد التي تغطيها.

وأكدت رشيد المهتمة بالفن: “ذكّرني الأمر نوعاً ما بلوحة. وكانت هناك الكثير من الألوان، والتصاميم”.وزادت الجبال والطبيعة المحيطة بالحقل من جمال المشهد الذي رأته أمامها أيضاً.تقليد متواصل منذ السبعينيات

وأشارت وكالة الأناضول إلى أن نشر قطع السجاد في الحقول يبدأ بحلول شهر مايو/أيار، ويتم جمعها مرة أخرى في سبتمبر/أيلول من كل عام، وهو تقليد متواصل في المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي.

وتُنشر قطع السجاد في الحقول بعد انتهاء سكان الأرياف بالمنطقة من الحصاد، و”هذا النوع من السجاد المنشور في حقول أنطاليا، عادةً ما يكون من النوع المصنوع يدوياً، وباستخدام صبغات طبيعية، ويتم نشر الآلاف منها حتى تكتسب لونها الحقيقي الزاهي”، وفقاً لوكالة الأناضول.

وخلال وقتها بين الحقول، لم تستطع الأمريكية الاكتفاء بالتقاط الصور بفضل التنوع الكبير لقطع السجاد التي أحاطت بها من كل جانب، وقالت: “سترغب بالذهاب إلى كل سجادة لكون كل واحدة منها مميزة حقاً”.

وتمنت رشيد لو كانت لديها طائرة “درون” ذاتية القيادة لتوثيق المشهد الشامل للحقول من الأعلى.

وتأتي قطع التي تزين الحقول من مناطق تركيا مختلفة، وهي تُنشر في الحقول لتتعرض لأشعة الشمس نهاراً، والرطوبة ليلاً.

وتبقى قطع السجاد في الحقول حتى يتحول لونها إلى الفاتح، وتُطهر من الجراثيم، وذلك وسط حراسة على مدار اليوم خشية هطول الأمطار.

وفي الطريق إلى حقول “دوشاما ألتي”، سيصادف المرء مشاهد ساحرة للجبال، والطبيعة، ويمكن التوقف أيضاً لشراء الفاكهة والمنتجات الزراعية التي يبيعها القرويون إلى جانب الطريق.

شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *