خصائص اللهجة البوكمالية


بقلم بلال الدبس : 

اللهجة البوكمالية : هي لهجة سكان مدينة البوكمال في شرق سورية، دون قراها، وهي إحدى لهجات شرق بلاد الشام وغرب العراق، التي تعتبر امتداداً للهجات العربية التي سادت العراق والمنطقة الفراتية، والتي تأثرت بلهجة قبيلة طي العربية وبني تميم.
– تتشابه لهجة البوكمال مع لهجة مدينة دير الزور، ومدن الموصل وعانة وراوة العراقية مع فروق عديدة.
– فلا يوجد إمالة لحرف الألف، إلا (أنا) يقولون آني.
– تحتوي اللهجة البوكمالية كغيرها من اللهجات على بعض الخصائص القديمة التي توجد في العربية الفصحى.
وتتميز بميزات لا توجد في اللهجات الأخرى، كالاحتفاظ بضمة تاء المتكلم في الفعل الماضي (قلتُ ) وكسر كاف المخاطب المؤنث (قِلتِ) كما أنها بالمقارنة مع لهجات الفرات المتأثرة بالبداوة تحتفظ بسمات اللهجات الحضرية، من قبيل الاحتفاظ بحرف القاف، وعدم استخدام نون النسوة.
– وقد تأثرت بمؤثرات عديدة، فدخلت كلماتٌ فارسية قليلة، وكلمات تركية عديدة خلال الفترات التي خضعت فيها البوكمال للحكم العثماني، مثل: (كمَر – خوش – روزنامة – دوشك – چمچة – چفچير – بقچة – ماصة – طرشي).
– تحتفظ اللهجة البوكمالية بمعظم الأصوات الموجودة في اللغة العربية الفصحى كالظاء والذال والثاء والقاف.
– يقلب حرف الكاف إلى (چ) للمفردة المؤنثة مع بقائه ساكنا، مثال: شلونِـچْ، وينِـچْ، هذا إبنچ؟ أما المفرد المذكر فيبقى الكاف على أصله، مثل: شلونَك، وينَك، ابنك، وهناك بعض الكافات تقلب إلى حرف (چ) مثل: هيچ بمعنى هكذا، ديـچ بمعنى ديك، چـبد بمعنى كبد، چمة…
– تسهّل الهمزات كثيرًا في اللهجة البوكمالية، مثل: وذّن أي أذّن، ذيب ذئب، وين أين، ياخذ، ياكل، ياخي.
– قلب (هاء الضمير للغائبة) إلى (الألف) عند بعض العوائل، مثل: (بيتها – منها – يقول لها)
تصبح (بيتا – منا -يْقلاّ).
و(هاء الضمير للغائب) إلى (واو) مثل:(أصله – قلمه -بيته – عنده) تصبح (أصلو – قلمو -بيتو – عندو).
وفي (معه) يقولون (معاه) وفي (هاهو) يقولون (هيانو) وفي(لماذا) يقولون (ليش)، و(على ماذا) يقولون (عليش)، وفي (أي شيء يكون) يقولون: (شْكون)، وتأتي كلمة شكون بمعنى ماذا، مثل: (شكون سوَيت)ْ: أي ماذا فعلتَ؟
وكلمة (الآن) لها ألفاظ عدة: أسّة وهسّة وهسّع، وكلها مأخوذ من قول العرب: الساعة أو هذه الساعة، ويقولون كذلك: تَوْني، وأصلها كلمة: (التّو) الفصحى.
ويقولون: اشلونك، بمعنى: كيف حالك.
– أما الضمائر: أنا تصبح آني، ونحن تصبح إحنا، وهم تصبح هُمّة.
– ويضيفون ألفا مكسورة قبل حرف الجر اللام المتصل بالضمير، مثل: إلي، إلك، ألِـچ، إلو، إلهم.
– وأسماء الإشارة: هذا للمذكر، هاي للمؤنث، هذاك للبعيد، هذول للجمع، هون للقريب، هْناك للبعيد.
– تسكين أول الفعل المضارع ودخول همزة الوصل عليه مثل: (يريد – يروح – نقول – نحط – يعيش – يصير ) فتصبح: (ايريد – ايروح -انقول – انحط – ايعيش – ايصير). ولاتدخل على بعض الأفعال المضارعة الأخرى، مثل (يِكتب -ياخذ – يِعطي – نِدفع) وإنما تُكسر هذه الكلمات إذا لم يأتِ بعدها ألف.
– وتدخل همزة الوصل على الأسماء مثل: (لسان – حصان – كثيرون – تراب) تصبح (الْسان – احْصان -اكثيرين – اتْراب). وتدخل على الأسماء المجرورة بحرف الباء مثل (بجيبه – ببيته – بفرحهم – بمكانهم) تصبح (ابجيبو – ابيتو – ابفرحهم – ابمكانهم).
– قلب وتقديم وتأخير بعض الحروف: مثل (دحّقتو – سدّاجة – إجِر – سبيناق – استنى – انطيني – امبلى – امبارح – حفيان) أي (حدّقتُ – سجادة – رِجْل – سبانخ – تأنّى – أعطني – بلى – البارحة – حافٍ).
ولابد من التنبه لكلمة انطيني، فهي كلمة عربية أصيلة وهي لغة قيس، كما ورد في الحديث: ( اليد المنطية خير من اليد السفلى).
– تغيير وزن الكلمة بإضافة حرف أو أكثر: مثل (إتكأ – يتأرجح – يتدلّى) تصبح (ارتَچا – يِتمرجح – يِتْدندل).
– دخول (أل الموصولة) على الفعل، بمعنى (الذي)، مثل (الذي يأكل – الذي يكتب) تصبح (الياكل – اليكتب)، وهي موافقة لِلَهجةٍ عربية قديمة، قال الشاعر: ما أنت بالحكم الترضى حكومته.
– وفي فعل الأمر من الماضي الأجوف يثبتون حرف العلّة فيها، مثال: (بِع – نَم – قُل) يقولون: (بيع – نام -قول).
– اما الكلمات الشاذه عن هذه الخصائص والتي يصعب ربطها بقاعده فكثيرة ويصعب تعدادها فبعضها يضاف عليها حرفا (الواو والألف – الياء والألف) مثل (أخي – أبي – عَليّ) تصبح (اخويا – أبويا – عليّا).
– وعند استعمال اداة الجر (على) قد تحذف اللام واللالف المقصورة وتتصل بالكلمة مباشرة مثل (على البيت – على الجسر) فتصبح (عالبيت – عالجسر).
– كما تحتفظ لهجة البوكمال بألفاظ عربية فصيحة مستخدمة في الجاهلية وصدر الإسلام، مثل: (حِنْدس) بمعنى شدة الظلام، و(جفنة) بمعنى قصعة الطعام، و(تناوش) بمعنى خذ منّي، (يتعلل) بمعني يتسلى ليلا، (اُسجر التنور) بمعنى أوقدْه، (سوالف) بمعنى القصص القديمة، (رِدن) وهي أطراف الأكمام، قال الأعشى: والزنبق الورد من أردانها شملُ
(يهذي) بمعنى يتكلم بكلام غير واضح، قال الأعشى: ميت يهذي بها وَهِلُ
(مثبور) تقال في الذم، قال تعالى: وإني لأظنك يا فرعون مثبورا
هذا ما استطعت جمعه من خصائص لهجتنا، أرجو أن أكون قد وُفقت في تقريبها لمن يطلبها .

 

شاهد أيضاً

لماذا تكرهوننا إلى هذه الدرجة؟

محمد كريشان كبيرا جدا صار حجم النفاق الغربي في التعامل مع قضايانا، وما يصاحب كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *