باختصار… آلية انتخاب الرئيس الأميركي

القاضي جمعة الدبيس

لا شك أن حدث الساعة الذي ملأ الدنيا وشغل الناس هو الانتخابات الأمريكية، وذلك لما لهذا الحدث من تأثير على “العالم” إن جاز التعبير، فلا يوجد دولة بالعالم -تقريباً- لا تتأثر بهذه الانتخابات لأن الولايات المتحدة دولة عظمى ويتجاوز تأثيرها حدودها إلى جهات الأرض الأربع، بحيث أن عامل منجم في الصين يتأثر كما يتأثر راعي أبقار في “تكساس” أو موظف في “وول ستريت”

ونحن في الشرق الأوسط -حكاماً ومحكومين- نتأثر بشكل مباشر بهذه الانتخابات ونتائجها لما للولايات المتحدة من تأثير على منطقتنا؛ ويكفي أن نشير إلى الدور الأمريكي في القضية الفلسطينية، والشأن السوري، واليمني، والعراقي، والليبي، والخليجي، والإيراني والتركي… الخ.

النظام الانتخابي الأمريكي معقد ويتميز بخصوصية فريدة يصعب فهما على العوام -وكلنا عوام بمعنى ما- أي غير متخصصين بهذه الجزئية حتى وإن كان المرء مننا متخصصاً ونابغاً في مسار معين من مسارات الحياة.

سنحاول أن نبسط هنا آلية هذه الانتخابات:

المَجْمع الانتخابي المكون من “538” عضواً هو من يحدد رئيس الولايات المتحدة، فمن يحصل على عدد (270) صوتاً على الأقل يفوز برئاسة الولاية المتحدة لمدة أربع سنوات.

‏هذا المجمع يمثل:
عدد أعضاء الكونغرس الأميركي بمجلسيه “الشيوخ والنواب” + ثلاثة أعضاء من ولاية كولومبيا حيث العاصمة “المستقلة” واشنطن التي ليس لها أي تمثيل انتخابي بالكونغرس.

‏يتم انتخاب أعضاء هذا المجمع عن كل ولاية بما يتناسب مع عدد سكان هذه الولاية (مثلاً: لولاية كاليفورنيا 55 مندوباً بالمجمع، ولولاية كارولينا الشمالية 3 مندوبين).

‏ من يحصل على أغلبية -ولو بسيطة- من الأصوات في كل ولاية؛ يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الممثلين لهذه الولاية بصرف النظر عن عدد الناخبين؛ فعلى سبيل المثال: إذا حصل أحد المرشحين على أغلبية بسيطة في ولاية كاليفورنيا، فإنه يفوز بجميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية البالغ عددها 55.

‏يستثنى من ذلك ولايتي “نبراسكا” و”ماين”، اللتين تطبقان نظاما نسبياً؛ بحيث يحصل كل مرشح على عدد من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي يتناسب مع عدد ما حصل عليه من أصوات الناخبين.

‏ إذا تساوى عدد الأصوات في المجمع -بحيث لم يحصل أي مرشح على عدد (270) صوتاً من الهيئة الانتخابية، يتم اللجوء لمجلس النواب في الكونغرس للتصويت وتحديد من هو رئيس أميركا؛ بحيث يكون لكل عضو صوتاً واحداً.

‏ الأمر ذاته ينطبق على منصب نائب الرئيس، وهنا يتم اللجوء إلى مجلس الشيوخ بالكونغرس، ولكل عضو صوتاً واحداً كذلك.

آمل أن نكون قد أوجزنا واختصرنا بشرح هذه الآلية لما فيه فائدة كل من يهتم… وكلنا نهتم شئنا أم أبينا، إنها أميركا يا سادة!

شاهد أيضاً

الليلة الليلاء على غزة المحاصرة

بعد قصف كثيف مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة طيلة أسابيع ثلاث، كثفت هذه القوات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *