المنظمة العربية المسيحية تطرح ميثاق شرف للمسيحيين العرب السوريين

خاص :
طرحت المنظمة العربية المسيحية ميثاق شرف للمسيحيين العرب السوريين يوم أمس الأول الأثنين وصلت لموقع ” سوريتنا ” نسخة منه، عبرت فيه عن اعتزازها بالهوية الحضارية المتجذرة في عمق التاريخ، مؤكدة أن هذه الهوية لا تنطلق من مفهوم قومي، بل هوية ذات بعد ثقافي حضاري غني، رافضة  تحويل هذه الهوية العظيمة إلى مجرد جماعات مسيحية صغيرة.
واحتوى الميثاق على خمسة بنود عبرت المنظمة من خلالها عن مواقف المسيحيين العرب السوريين بشكل جلي من مختلف المواقف والقضايا الوطنية.

وفيما يلي نص الميثاق :


اعتزازاً من واضعي هذا الميثاق بهويتهم الحضارية التي تجذّرت في عمق التاريخ الإنساني وحتى هذا اليوم، وتأكيداً منهم على الهوية الآرامية العربية، التي لا تنطلق من مفهوم قومي عرقيّ ضيّق، بل تستند إلى إرث وتراث حضاري ثقافي غني جسّده ويجسّده انتماؤهم إلى منطقة رآها الجميع ”قلب العالم” الجيوسياسي، بعد أن تركت، ولم تزل، بصماتها الناصعة على مسيرة الحضارات، بدءاً من سومر وكنعان وآرام وسريان وأحفادهم غسان وعدنان وقحطان، مروراً بالأندلس التي يشهد الأوروبيون على عظمتها، فإن المسيحيين العرب السوريين الذين يعتدّون بهذه الهوية على الرغم من التشويه الذي لحق بها على أيدي العابثين، ويصروّن على أن دورها الإنساني دورٌ لا يستطع نكرانه أحد، فهي أول من أعطت للبشرية الأبجدية واول نوته موسيقية وفتحت الآفاق الرحبة أمام العالم القديم ليتطوّر.
وعلى خلفية السعي لاستهدافها من قبل أصحاب الأفق الضيق والنظرة القاصرة، التي تحاول نسبة هذه الهوية العظيمة لجماعات مسيحية صغيرة ببعد ديني إن لم نقل بعداً طائفياً مذهبياً كريهاً، فإننا نرى أن اختزال ذلك التاريخ العريق بمفهوم سياسي محدود يشبه اتكاء الميت على الحي، في دأب بائس للنيل من دورنا كجزء لا يتجزأ من شعبنا السوري الذي خرج بأطيافه كافّة يطالب بحريته وكرامته.
وانطلاقا مما تقدّم تداعينا نحن مجموعة من الشخصيات الوطنية المسيحية العربية السورية، رجالَ دولة وسياسيينَ وإعلاميين ونخبةً من الشباب الحريص أشدّ على الحرص على ذاك التاريخ المجيد، واتفقنا على وضع ميثاق شرف بيننا، وتركه مفتوحا أمام جميع المخلصين من المسيحيين العرب السوريين في الداخل ودول اللجوء والاغتراب للانضمام إليه.
وينص الميثاق على المبادئ التالية :
أولاً: يُجمع الموقعون على هذا الميثاق على أن الدور الوطني الجامع للمسيحيين العرب السوريين دورٌ أساسيٌ لا غنى للسوريين عنه، بعيداً عن التقوقع في زاوية طائفية ضيقة تسيء إلى تاريخهم ودورهم الحضاري الذي كانوا فيه رواد النهضة العربية والتنوير وحملة الراية ومتقدمي الصفوف الأولى في كل ميدان في بلاد الشام والرافدين وهذا المشرق العربي.
ثانياً: لا مكان في وعي المسيحيين العرب السوريين لما يسمى بتحالف الأقليات. ولا يؤمنون سوى بالمساواة والعدالة والمواطنة والحقوق للسوريين كافة، دون تمييز قومي أو طائفي، فمكانهم الطبيعي هو بين أهلهم ومجتمعهم، وليس من خلال حلف غير مقدس ينهي دورهم ووجودهم التاريخي في منطقة هم أصحابها.
ثالثاً: يرفض الموقعون على هذا الميثاق إقصاء المسيحيين العرب السوريين، أوتهميشهم على أيدي فئات صغيرة تدّعي تمثيلهم وتتحدث نيابة عنهم في المحافل الإقليمة والدولية، مع تأكيد الموقعين على نبذهم للانتماءات الجزئية وتأكيدهم على الولاء للوطن السوري، كما يرفض الموقعون على الميثاق إقصاء أي طيف من أطياف الشعب السوري، على أساس العرق أو الدين، ولا يؤمنون سوى بدولة وطنية ديمقراطية مدنية قاعدتها المواطنة المرتكزة على دستور عصري يحقق العدل والمساواة، دولة تضمن المشاركة في الحياة العامة والسياسية المتساوية لجميع مواطنيها، دون تمييز أو تفريق. كما يرفضون كافة أشكال التطرف الديني والعنصري والإرهاب باسم الدين، أي دين، مؤكدين أن رؤيتهم لشركائهم في الوطن والعروبة لن يشوّشها عابرون استثمروا الدين لمآرب مفضوحة لم تعد تنطلي على أحد.
رابعاً: يتعهد الموقعون على الميثاق على مواصلة بفضح كل من زعم أنه حامٍ للمسيحيين العرب في سورية، في حين كان هو السبب المباشر منذ عقود وراء تهجيرهم واغترابهم منذ عقود، وهم يتبرّؤون من التهم التي ألصقت بالمسيحي العربي السوري وشوهت تاريخه الوطني وأساءت لإرثه الحضاري.
خامساً: يتعّهد الموقعون على هذا الميثاق بالعمل على دفع المسيحي العربي السوري للعودة من جديد والقيام بدوره النهضوي التاريخي التنويري، وعدم الوقوف على رصيف الانتظار، وتخليه عن دور الحامي والحاضن وتحوّله إلى مجرد تابع يلجأ لمجموعات تحميه من أهله وشعبه وأبناء جلدته. كما يشيد الموقعون على هذا الميثاق بمواقف رهبان وآباء عبروا عن شجاعتهم وضميرهم الحي. ويهيبون بكل مسيحي عربي سوري أن يجعل صورة المسيح بين ناظريه، يسوع الذي رفض الظلم ودفع مقابل رفضه الأثمان الغالية، وكان بوسعه أن يلوي رقبته ويصبح ملكاً على من ظلمه لو أنه تخلى عن رسالته.
                                                                                       
                                                                                       المنظمة العربية المسيحية
حرر بتاريخ 26 / 10 / 2020



شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *