تعطيش الحسكة.. ومسؤولية “قسد” عن ذلك..!!

ليست الحسكة؛ فكلّ المحافظات السورية عطشى وجوعى ومظلومة

والمؤلم أنّ كلّ فئة أو مجموعة تضع المسؤولية على غيرها وتُلقي اللوم عليها، وأمّا الحقيقة فالفاعل في كلّ ذلك معروف ولا يُخفي نفسه ومستمرّ على أفعاله في شرذمة السوريين وسرقة لقمتهم وتجويعهم منذ بداية الثورة.

النظام المجرم هو وراء كلّ ما يحدث من مآسي في حياة السوريين أينما حلّوا وارتحلوا، والقاصي والداني يعلم ذلك وكذلك المنظّمات الأممية ومنظّمات حقوق الانسان وغيرهم من مدّعي الإنسانية.

وكذلك عائلة الأسد وأنسباؤهم وأقرباؤهم واصدقاؤهم وشبيحتهم وعملاؤهم وميليشياتهم والمدافعون عنهم يتحمّلون الوزر الأكبر في الأزمة المعيشية التي تعصف بسورية، بلد الخيرات التي كانت مقصداً لمحبّي الجمال وأصبحت بسبب أطماعهم خرابة تنعق فيها الغربان.

أزمة المياه التي حدثت في الحسكة ليست جديدة، وهي مرتبطة بسياسة أدوات النظام بالرِّيّ الجائر ممّا أدّى إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية، والنظام -لحماقته المعتادة- لم يفكّر في حلّ لهذه المشكلة وإيجاد بديل حقيقي لمشكلة توفير مياه الشرب في هذه المناطق.

ما حدث -وباختصار شديد- أنّ قطع المياه عن الحسكة سببه الرئيس هو قطع الكهرباء عن محطّة تحويل منطقة(مبروكة) التي تُغذّي منطقتَي رأس العين وتل أبيض عِلاوة على قطع الخطّ المُغذّي لمشروع المياه من محطّة الدرباسية.

ومحطّة ضخّ المياه في علوك تتغذّى كهربائياً من مناطق سيطرة ” قسد ” وهم من يقطع الكهرباء عن المحطّة فيعطش سكّان الحسكة. إذاً المتسبّب الحقيقي في تعطيش الناس هي الإدارة الذاتية التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، التنظيمات التي لم تسمح بعودة التيّار الكهربائي إلى مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي إلى غاية يوم (السبت 22 من آب/أغسطس الجاري) ليحدث حلّ جزئي للأزمة.

التنظيمات الإرهابية والنظام المجرم يوظّفان خللاً فنّياً في إيصال المياه الصالحة للشرب لقرابة مليون إنسان في محافظة الحسكة السورية في نقل مستوى مشكلة التعطيش إلى غير حقيقة أمرها عبر اتهامات سياسية لتركيا لا قيمة لها.

وهذه التنظيمات التي تخدم نفسها والمجرمين والطامعين في سورية تحاول تعويض فشلها في ميادين القتال بالحرب الإعلامية، بهدف حشد الرأي العامّ ضدّ الفصائل السورية وضدّ تركيا باستغلال بشع لمعاناة مليون إنسان عن طريق تعطيشهم.

ونعود لنقول: إنّ المسؤول الأول هو مَن ترك حاجات الناس دون تلبية واهتمّ بكرسيّه وكان همّه كيف يفرقهم طوائف وعشائر وأقاليم ليسيطر عليهم.

ويا للأسف فإنّ المصائب تشمل جميع السوريين، ولم ننسَ تعطيش الغوطة وحلب وغيرهما وقطع المياه عن مناطق الشمال المحرّر الخارجة عن سيطرته.. فهل جاء الوقت ليعي السوريون بكلّ فئاتهم أنّ سبب مشاكلهم وخلافاتهم وانتماءاتهم الصغيرة هي النظام وأن يفكّروا جدّياً بمستقبلهم وكيف يصنعونه بأيديهم؟

بقلم: كوناي نشيواتي


المصدر : صفحة ” التوجيه المعنوي ”  التابعة لإدارة التوجيه المعنوي في  الجيش الوطني السوري 

شاهد أيضاً

بالصور: أكبر المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة

اسطنبول لندن لندن مصر المغرب فرنسا اسبانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *