ما اكتشفه الشهيد وسام عيد قبل سنوات عن جريمة اغتيال الحريري


أعاد الحكم الذي صدر عن المحكمة الدوليّة اسماً الى الذاكرة، هو الرائد الشهيد وسام عيد. اكتشف عيد، عبر التحقيقات التي أجراها، الكثير ممّا صدر اليوم عن المحكمة الدوليّة.

اكتشف عيد، قبل اغتياله، أنّ كلّ ما يتعلّق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرتبط بشبكة هواتف أرضيّة داخل الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
حصل عيد على سجلات المكالمات من الهواتف المحمولة التي سجلت من الأبراج الملاصقة لفندق السان جورج من شركات الهاتف اللبنانيّة.
وعندما حصل على تلك التسجيلات، بدأ التخفيف منها للوصول الى الارقام التي كان يحملها من قام بالتفجير، كما بحث عن الارقام الموجودة في موكب الحريري، ثم ارقام الناس الذين وجدوا في مكان الجريمة.

ولم يستغرق الامر كثيراً حتى وجد عيد الهواتف “الحمراء” التي استخدمها الذين قاموا بالتفجير.
ولم يتوقف عند هذا الحدّ وتابع بجهد ليصل الى البرج الذي كانت الهواتف “الحمراء” متّصلة به في الايام التي سبقت الاغتيال، وبالمقارنة مع تسجيلات الحريري في تحرّكاته، اكتشف ان هذه الشبكة كانت تتعقّب رئيس الوزراء السابق.
وكانت شركات الهاتف الأحمر تبدو مجموعة منضبطة. وكانوا يتواصلون مع بعضهم البعض وفي الاغلب ولم يتكلّموا ابداً من هواتف خارجيّة. وبعد الاغتيال مباشرة، اختفت هذه الارقام “الحمراء” الى الابد ولم تعد موجودة و”ماتت” تماماً.
ووجد عيد اتصالاً آخر. وحدّد ثمانية هواتف اخرى استخدمت، لأشهر، البرج نفسه الذي استخدمته الهواتف “الحمراء”.

وما اكتشفه النقيب عيد هو أنّ كلّ فرد من الفريق حمل هاتفاً آخر، وأنّ اعضاء الفريق استخدموا الهاتف الثاني للتواصل مع عدد اكبر من شبكة الدعم الكبيرة والتي كانت موجودة لمدّة لا تقلّ عن سنة. وسُمّيت هذه المجموعة من قبل محقّقي الأمم المتحدة بالشبكة “الزرقاء”.
بقيت هذه الشبكة “مغلقة” أيضاً. لم يقدم عضو في الشبكة “الزرقاء” على الانزلاق للتمكّن من التجسّس على اتصالاتهم.

وهؤلاء الاشخاص كانوا يحملون هواتف للمشاركة في موقع التفجير وظلّ عيد يتابع التفاصيل، والصدمة الكبيرة كانت عندما تمّ إغلاق الشبكة “الزرقاء” وجُمعت الهواتف بواسطة أخصائي الالكترونيّات الذي يعمل لحساب “حزب الله”، عبد المجيد الغملوش.
وعندما اعطي الغملوش مهمّة التخلّص من الهواتف “الزرقاء”، تحدّث من أحد الهواتف مع صديقته، وهنا استطاع عيد ان يلتقطه.
وأكمل عيد بحثه ليصل الى تحديد المزيد من الهواتف بشكل مباشر أو غير مباشر مع الفريق الذي نفّذ الاغتيال. وقال عيد إنّه وجد نواة الشبكة الثالثة، وفريق المراقبة الطويلة الأجل والتي اطلق عليها اسم “الأصفر”.
وتمّ تحديد شبكة أخرى أطلق عليها الهواتف “الورديّة” وكان يتمّ من خلالها الاتصال بين الضاحية الجنوبيّة والشبكات الاخرى بشكل غير مباشر.

شاهد أيضاً

حروب الصورة والوردة الإسرائيلية

لا حدود لمظاهر الانحياز الفاضح للرواية الإسرائيلية ولجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى كبريات وسائل الإعلام الغربية المقروءة والمسموعة والمرئية على حدّ سواء؛ خاصة تلك التي تزعم عراقة في التأسيس والتقاليد والمهنية العالية (مثل الـBBC البريطانية)، والكفاءة التكنولوجية الفائقة في مختلف جوانب التغطية المباشرة أو عن بُعد (مثل الـCNN الأمريكية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *