النفوذ الإيراني في سورية، هل يتقهقر فعلا؟

خاص – سوريتنا

د. ممتاز الشيخ

لا يكاد يمر أسبوع أو أقل حتى يمر الطيران الإسرائيلي فوق السماء السورية ويقصف ما يراه مناسبا من الأهداف الإيرانية في سورية دون إزعاج أو رد ولو عبر وسائل الإعلام على أقل احنمال.

واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي الأربعاء الماضي نحو عشرين هدفاً إيرانياً وسورياً قرب دمشق وفي محيطها وكل ذلك دون ضجيج من المقاومة أو مجرد تهديد بالرد.

بالمقابل، تتيحج إسرائيل بما تفعل وهي متأكدة بأن لا أحد يمكنه أن يعترض، و بعد أقل من ساعة على الغارات، مسؤوليتها عنها عبر تغريدات رسمية لجيش الاحتلال، أعلن خلالها استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي مواقع عسكرية لإيران ولا سيما قوات “فيلق القدس”، واستهداف مواقع عسكرية سورية تابعة للنظام السوري، بينها مقر الدفاع الوطني في العاصمة دمشق، ومخازن سلاح وبطاريات صواريخ أرض جو. لابل واللافت أكثر أن مراسل “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، أشار حينها أن الصواريخ (الأخيرة) تأتي رداً على عملية وقعت قبل 36 ساعة يعرفها الطرفان ويتكتمان عليها !!

يتفق المحللون بأن الغارات الإسرائيلية تأتي في سياق الاستراتيجية ا الإسرائيلية التي تهدف إلى الحد من النفوذ الإيراني في سورية، ومنع طهران من ترسيخ اقدامها فيها، طبعا يجري ذلك كله بالتنسيق مع موسكو التي لم تعد نرغب يوجود شريك أو ند لها في سورية، وآن الأوان أن تتولى إسرائيل تلك المهمة بدلا عن مواجهة محتمبة قادمة لا محالة بين موسكو وطهران في سورية.

وتبدو الادوار موزعة بشكل مدروس بعناية ما بين واشنطن وموسكو وتل ابيب ، فالأولى نهدد وتحاصر اقتصاديا وتخنق سياسيا بيما الثانية تنسق وتغض النظر دون أن تبادر في الوساطة أو الدعم الدولي، أما الثالثة فلها الضوء الأخضر في أن تضرب وتوجع ولكن ليس داخل إيران بل على أطرافها.

وأمام كل هذا الضغط الأميركي والإسرائيلي من الخارج وأمام تفاقم الاحتجاجات داخل إيران نفسها، والحراك الشعبي العراقي، والحراك اللبناني الذي يضغط بدوره على ايران إضافة إلى المشهد العسكري السوري المعقد في شرق نهر الفرات، ووجود كل من تركيا وروسيا والولايات المتحدة، يبدو أن الدور الإيراني العسكري في سوريا قد دخل في حالة انكفاء، قد لا تبدو نتائجه سريعا لكنه سيتضح لو أن الداخل السوري وأعني جمهور الثورة السورية يمتلك الدعم اللازم كي يستثمر الضغوط الخارجية ويجورها لصالحه.

شاهد أيضاً

بالصور: أكبر المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة

اسطنبول لندن لندن مصر المغرب فرنسا اسبانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *